" صفحة رقم ٧٥٩ "
يقدر عليه أحد : هو أبو الأشد، وكان قوياً يبسط له الأديم العكاظي فيقوم عليه ويقول : من أزالني عنه فله كذا، فلا ينزع إلاّ قطعاً ويبقى موضع قدميه. وقيل : الوليد بن المغيرة ( لبدا ) قرىء بالضم والكسر : جمع لبدة ولبدة، وهو ما تلبد يريد الكثرة : وقرىء :( لبداً ) بضمتين : جمع لبود. ولبدا : بالتشديد جمع لا بدّ.
) أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ (
البلد :( ٨ ) ألم نجعل له.....
) أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ( يبصر بهما المرئيات ) وَلِسَاناً ( يترجم به عن ضمائره ) وَشَفَتَيْنِ ( يطبقهما على فيه ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب والنفخ وغير ذلك ) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ ( أي : طريقي الخير والشر. وقيل : الثديين ) فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ( يعني : فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة : من فك الرقاب وإطعام اليتامى والمساكين، ثم بالإيمان الذي هو أصل كل طاعة، وأساس كل خير ؛ بل غمط النعم وكفر بالمنعم. والمعنى : أن الإنفاق على هذا الوجه هو الإنفاق المرضي النافع عند الله، لا أن يهلك مالاً لبداً في الرياء والفخار، فيكون مثله ) كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ( ( آل عمران : ١١٧ ) الآية. فإن قلت : قلما تقع ( إلا ) الداخلة على الماضي إلاّ مكرره، ونحو قوله : فَأَيُّ أَمْرٍ سَيِّىءٍ لاَ فَعَلَه ;
لا يكاد يقع، فما لها لم تكرر في الكلام الأفصح ؟ قلت : هي متكرّرة في المعنى ؛ لأن معنى ) فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ ( فلا فكّ رقبة، ولا أطعم مسكيناً. ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك. وقال الزجاج قوله :( ثم كان من الذين أمنوا ) يدل على معنى :) فَلاَ اقتَحَمَ الْعَقَبَةَ (، ولا آمن. والاقتحام : الدخول والمجاوزة بشدّة ومشقة. والقحمة : الشدة، وجعل الصالحة : عقبة، وعملها : اقتحاماً لها، لما في ذلك من معاناة المشقة ومجاهدة النفس. وعن الحسن : عقبة والله شديدة. مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدّوه الشيطان. وفكّ الرقبة : تخليصها من رق أو غيره. وفي الحديث :
( ١٣٠٣ ) أن رجلاً قال لرسول الله ( ﷺ ) : دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال :