" صفحة رقم ٧٦٨ "
وقرأ أبو الزبير :( تتلظى ) فإن قلت : كيف قال :) لاَ يَصْلَاهَا إِلاَّ الاْشْقَى (...... ) وَسَيُجَنَّبُهَا الاٌّ تْقَى ( وقد علم أنّ كل شقيّ يصلاها، وكل تقي يجنبها، لا يختص بالصلي أشقى الأشقياء، ولا بالنجاة أتقى الأتقياء، وإن زعمت أنه نكر النار فأراد ناراً بعينها مخصوصة بالأشقى، فما تصنع بقوله :) وَسَيُجَنَّبُهَا الاْتْقَى ( فقد علم أن أفسق المسلمين يجنب تلك النار المخصوصة، لا الأتقى منهم خاصة ؟ قلت : الآية واردة في الموازنة بين حالتي عظيم من المشركين وعظيم من المؤمنين، فأريد أن يبالغ في صفتيهما المتناقضتين فقيل : الأشقى، وجعل مختصاً بالصلي، كأن النار لم تخلق إلاّ له. وقيل : الأتقى، وجعل مختصاً بالنجاة، كأن الجنة لم تخلق إلاّ له. وقيل : هما أبو جهل أو أمية بن خلف، وأبو بكر رضي الله عنه ) يَتَزَكَّى ( من الزكاء. أي : يطلب أن يكون عند الله زاكياً، لا يريد به رياء ولا سمعة. أو يتفعل من الزكاة. فإن قلت : ما محل يتزكى ؟