" صفحة رقم ٧٨٣ "
أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب (
العلق :( ٦ ) كلا إن الإنسان.....
) كَلاَّ ( ردع لمن كفر بنعمة الله عليه بطغيانه، وإن لم يذكر لدلالة الكلام عليه ) أَن رَّءاهُ ( أن رأى نفسه. يقال : في أفعال القلوب : رأيتني وعلمتني، وذلك بعض خصائصها. ومعنى الرؤية : العلم، ولو كانت بمعنى الإبصار لامتنع في فعلها الجمع بين الضميرين. و ) اسْتَغْنَى ( هو المعفول الثاني ) إِنَّ إِلَى رَبّكَ الرُّجْعَى ( واقع على طريقة الالتفات إلى الإنسان، تهديداً له وتحذيراً من عاقبة الطغيان. والرجعى : مصدر كالبشرى بمعنى الرجوع. وقيل : نزلت في أبي جهل. وكذلك ) أَرَأَيْتَ الَّذِى يَنْهَى ( وروي :
( ١٣٢٢ ) أنه قال لرسول الله ( ﷺ ) : أتزعم أن من استغنى طغى، فاجعل لنا جبال مكة فضة وذهباً، لعلنا نأخذ منها فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك، فنزل جبريل فقال : إن شئت فعلنا ذلك، ثم إن لم يؤمنوا فعلنا بهم ما فعلنا بأصحاب المائدة، فكف رسول الله ( ﷺ ) عن الدعاء إبقاء عليهم. وروي عنه لعنه الله أنه قال :
( ١٣٢٣ ) هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ قالوا : نعم. قال : فوالذي يحلف به، لئن رأيته توطأت عنقه، فجاءه ثم نكص على عقبيه، فقالوا له : مالك يا أبا الحكم، فقال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهولاً وأجنحة ) أَرَأَيْتَ الَّذِى يَنْهَى ( ومعناه : أخبرني عمن ينهى بعض عباد الله عن صلاته إن كان ذلك الناهي على طريقة سديدة فيما ينهى عنه من عبادة الله. أو كان آمراً بالمعروف والتقوى فيما يأمر به من عبادة الأوثان كما يعتقد، وكذلك إن كان على التكذيب للحق والتولي عن الدين الصحيح، كما نقول نحن ) أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ( ويطلع على أحواله من هداه وضلالة فيجازيه على حسب ذلك. وهذا وعيد. فإن قلت : ما متعلق أرأيت ؟ قلت : الذي ينهى مع الجملة الشرطية، وهما في موضع المفعولين. فإن قلت : فأين جواب الشرط ؟ قلت : هو محذوف، تقديره : إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى، ألم يعلم بأن الله يرى. وإنما حذف لدلالة ذكره في جواب الشرط الثاني. فإن قلت : فكيف صحّ أن يكون ) أَلَمْ يَعْلَم ( جواباً للشرط ؟ قلت : كما صحّ في قولك : إن أكرمتك أتكرمني ؟ وإن أحسن إليك زيد هل تحسن إليه ؟ فإن قلت : فما أرأيت الثانية وتوسطها بين مفعول أرأيت ؟ قلت : هي


الصفحة التالية
Icon