" صفحة رقم ٨٠٦ "
وإنما هو سجينا، والقصيدة نونية مشهورة في ديوانه ؛ وشبهوا بورق الزرع إذا أكل، أي : وقع فيه الأكال : وهو أن يأكله الدود. أو بتبن أكلته الدواب وراثته، ولكنه جاء على ما عليه آداب القرآن، كقوله :) كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ( ( المائدة : ٧٥ ) أو أريد : أكل حبه فبقي صفراً منه.
عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٣٤٣ ) ( من قرأ سورة الفيل أعفاه الله أيام حياته من الخسف والمسخ ).
( سورة قريش )
مكية، وآياتها ٤ ( نزلت بعد التين )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) لإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَاذَا الْبَيْتِ الَّذِى أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَءَامَنَهُم مِّنْ خوْفٍ (قريش :( ١ - ٤ ) لإيلاف قريش
) لإِيلَافِ قُرَيْشٍ ( متعلق بقوله :) فَلْيَعْبُدُواْ ( أمرهم أن يعبدوه لأجل إيلافهم الرحلتين فإن قلت : فلم دخلت الفاء ؟ قلت : لما في الكلام من معنى الشرط لأن المعنى : إما لا فليعبدوه لإيلافهم، على معنى : أنّ نعم الله عليهم لا تحصى، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه لهذه الواحدة التي هي نعمة ظاهرة. وقيل : المعنى : عجبوا لإيلاف قريش. وقيل : هو متعلق بما قبله، أي : فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش، وهذا بمنزلة التضمين في الشعر : وهو أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقاً لا يصحّ إلاّ به، وهما في مصحف أبيّ سورة واحدة، بلا فصل. وعن عمر : أنه قرأهما في الثانية من صلاة المغرب. وقرأ في الأولى :( والتين ). والمعنى أنه أهلك الحبشة الذين قصدوهم ليتسامع الناس بذلك، فيتهيبوهم زيادة تهيب، ويحترموهم فضل احترام، حتى ينتظم لهم الأمن في رحلتهم، فلا يجترىء أحد عليهم، وكانت لقريش رحلتان ؛ يرحلون في