" صفحة رقم ٩٢ "
الآيات : التفكر فيها، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة، لأن من اقتنع بظاهر المتلو، لم يحل منه بكثير طائل وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحلبها، ومهرة نثور لا يستولدها. وعن الحسن : قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله : حفظوا حروفه وضيعوا حدوده، حتى إن أحدهم ليقول : والله لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً، وقد والله أسقطه كله، ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل، والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، والله ما هؤلاء بالحكماء ولا الوزعة، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. اللهم اجعلنا من العلماء المتدبرين، وأعدنا من القراء المتكبرين.
) وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِىِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ فَقَالَ إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِى حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ رُدُّوهَا عَلَىَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالاٌّ عْنَاقِ (
ص :( ٣٠ ) ووهبنا لداود سليمان.....
وقرىء :( نعم العبد ) على الأصل والمخصوص بالمدح محذوف. وعلل كونه ممدوحاً بكونه أوّاباً رجاعاً إليه بالتوبة. أو مسبحاً مؤوّباً للتسبيح مرجعاً له، لأن كل مؤوّب أوّاب. والصافن : الذي في قوله : أَلِفَ الصّفُونَ فَمَا يَزَالُ كَأَنَّه
مِمَّا يَقُومُ عَلَى الثَّلاَثِ كَسِيراً
وقيل : الذي يقوم على طرف سنبك يد أو رجل : هو المتخيم. وأما الصافن : فالذي يجمع بين يديه. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ٩٥٧ ) ( من سره أن يقوم الناس له صفوناً فليتبوّأ مقعده من النار ) أي : واقفين