وكثروا، وشيعت النار بالحطب قويتها والشيعة من يتقوى بهم الإنسان وينتشرون عنه ومنه قيل للشجاع مشيع، يقال شيعة وشيع وأشياع قال :﴿ وإن من شيعته لإبراهيم ﴾ - ﴿ هذا من شيعته وهذا من عدوه ﴾ - ﴿ وجعل أهلها شيعا ﴾ - ﴿ في شيع الأولين ﴾ وقال تعالى :﴿ ولقد أهلكنا أشياعكم ﴾.
شوك : الشوك ما يدق ويصلب رأسه من النبات ويعبر بالشوك والشكة عن السلاح والشدة، قال :﴿ غير ذات الشوكة ﴾ وسميت إبرة العقرب شوكا تشبيها به، وشجرة شاكة وشائكة، وشاكني الشوك أصابني وشوك الفرخ نبت عليه مثل الشوك وشوك ثدي المرأة إذا انتهد وشوك البعير طال أنيابه كالشوك.
شأن : الشأن الحال والأمر الذي يتفق ويصلح ولا يقال إلا فيما يعظم من الأحوال والأمور، قال :﴿ كل يوم هو في شأن ﴾ وشأن الرأس جمعه شؤون وهو الوصلة بين متقابلاته التي بها قوام الإنسان.
شوى : شويت اللحم واشتويته، قال :﴿ يشوي الوجوه ﴾ وقال الشاعر :
( فاشتوى ليلة ريح واجتمل ** )
والشوى الأطراف كاليد والرجل يقال رماه فأشواه أي أصاب شواه، قال ﴿ نزاعة للشوى ﴾ ومنه قيل للأمر الهين شوى من حيث إن الشوى ليس بمقتل. والشاة قيل أصلها شايهة بدلالة قولهم شياه وشويهة.
شيء : الشيء قيل هو الذي يصح أن يعلم ويخبر عنه وعند كثير من المتكلمين هو اسم مشترك المعنى إذ استعمل في الله وفي غيره ويقع على الموجود والمعدوم. وعند بعضهم الشيء عبارة عن الموجود وأصله مصدر شاء وإذا وصف به تعالى فمعناه شاء وإذا وصف به غيره فمعناه المشيء وعلى الثاني قوله ﴿ قل الله خالق كل شيء ﴾ فهذا على العموم بلا مثنوية إذ كان الشيء ههنا مصدرا في معنى المفعول. وقوله ﴿ قل أي شيء أكبر شهادة ﴾ فهو بمعنى الفاعل كقوله ﴿ فتبارك الله أحسن الخالقين ﴾ والمشيئة عند أكثر المتكلمين كالإرادة سواء وعند بعضهم المشيئة في الأصل إيجاد الشيء وإصابته وإن كان قد يستعمل في التعارف موضع الإرادة فالمشيئة من الله تعالى هي الإيجاد، ومن الناس هي الإصابة، قال والمشيئة من الله تقتضي وجود الشيء ولذلك قيل ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، والإرادة منه لا تقتضي وجود المراد لا محالة، ألا ترى أنه قال ﴿ يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ﴾ - ﴿ وما الله يريد ظلما للعباد ﴾ ومعلوم أنه قد يحصل العسر والتظالم فيما بين الناس، قالوا : ومن الفرق بينهما أن إرادة الإنسان قد تحصل من غير أن تتقدمها إرادة الله فإن الإنسان قد يريد

__________


الصفحة التالية
Icon