١٠٠
قوله تعالى " وللكافرين عذاب مهين " أي يهانون فيه
سورة البقرة آية ٩١
ثم قال عز وجل " وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله " يعني صدقوا بالقرآن الذي أنزل على محمد ﷺ وهم يهود أهل المدينة ومن حولها " قالوا نؤمن بما أنزل علينا " في التوراة وبموسى عليه السلام " ويكفرون بما وراءه " يعني بما سواه وهو القرآن " وهو الحق مصدقا لما معهم " يعني القرآن هو المصدق وهو منزل من الله تعالى موافق لما معهم يعني أنهم إذا جحدوا بالقرآن صار جحودا بما معهم لأنهم جحدوا بما هو مصدق لما معهم فقالوا له إنك لم تأتنا بمثل الذي أتانا به أنبياؤنا ولم يكن لنا نبي إلا كان يأتينا بقربان تأكله النار
قال الله تعالى " قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل " وقد جاؤوا بالقربان والبينات أي بالعلامات " إن كنتم مؤمنين " أي إن كنتم مصدقين بالأنبياء فهذا اللفظ للمستأنف وهو قوله تعال " فلم تقتلون " ولكن المراد منه الماضي وإنما خاطبهم وأراد به آباءهم وفي الآية دليل أن من رضي بالمعصية فكأنه فاعل لها لأنهم كانوا راضين بقتل آباءهم الأنبياء فسماهم الله تعالى قاتلين وفي الآية دليل أن من ادعى أنه مؤمن ينبغي أن تكون أفعاله مصدقة لقوله لأنهم كانوا يدعون أنهم مؤمنون بما معهم قال الله تعالى " فلم تقتلون أنبياء الله " يعني أي كتاب جوز فيه قتل نبي من الأنبياء عليهم السلام وأي دين وإيمان جوز فيه ذلك يعني قتل الأنبياء
سورة البقرة آية ٩٢
قوله تعالى " ولقد جاءكم موسى بالبينات " يعني بالآيات والعلامات ويقال بالحلال والحرام والحدود والفرائض " ثم اتخذتم العجل من بعده " يعني عبدتم العجل " من بعده " يعني بعد انطلاق موسى إلى الجبل " وأنتم ظالمون " أي كافرون بعبادتكم العجل
سورة البقرة آية ٩٣
قوله تعالى " وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة " أي بجد ومواظبة في طاعة الله " واسمعوا " يعني قيل لهم اسمعوا " قالوا سمعنا وعصينا " قال في