٣٢٣
الأمة " وخلق الإنسان ضعيفا " يعني لا يصبر على النكاح وقال الضحاك " يريد الله ان يخفف عنكم " يريد أن يضع عنكم أوزاركم ويضع عنكم آثامكم
سورة النساء ٢٩ - ٣١
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل " يعني بالظلم باليمين الكاذبة ليقطع بها مال أخيه في تجارته ثم استثنى ما استفضل الرجل من مال أخيه في تجارته أنه لا بأس به فقال " إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم " ويقال إلا ما كان بينهما تجارة وهو أن يكون مضاربا فله أن يأكل من مال المضاربة إذا خرج إلى السفر ويقال إلا ما يأكل الرجل شيئا عند الشراء ليذوقه وقد قرأ حمزة والكسائي وعاصم " تجارة " بنصب الهاء على معنى خبر تكون وقرأ الباقون بالضم على معنى الاسم
ثم قال تعالى " ولا تقتلوا أنفسكم " يعني لا يقتل بعضكم بعضا فإنكم أهل دين واحد وقيل " ولا تقتلوا أنفسكم " يعني أن يوجب الرجل على نفسه قتل نفسه فإيجابه باطل وقال القتبي " ولا تأكلوا أموالكم " يعني لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل ولا يقتل بعضكم بعضا كقوله " ولا تلمزوا أنفسكم " ( سورة الحجرات ١١ ) أي لا تعيبوا إخوانكم ويقال " ولا تقتلوا أنفسكم " يعني لا تقتلوها بالكسل والبخل " إن الله كان بكم رحيما " إذ نهى عن القتل وعن أخذ الأموال بالباطل
قوله تعالى " ومن يفعل ذلك عدوانا " يعني اعتداء ويقال مستحلا " وظلما " وجورا " فسوف نصليه نارا " هذا وعيد لهم من الله تعالى يعني يدخله في الآخرة النار " وكان ذلك على الله يسيرا " يعني عذابه هين على الله
قول تعالى " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " قال مقاتل يعني ما نهي عنه أول هذه السورة إلى هذه الآية وقال في رواية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنه " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " الكبائر كل شيء سمى الله فيه النار لمن عمل بها أو شيء نزل فيه حد في الدنيا فمن اجتنب من هذا وهو مؤمن كفر الله عنه ما سواه من الصلاة إلى الصلاة والجمعة إلى الجمعة وشهر رمضان إلى شهر رمضان إن شاء الله تعالى
قال حدثنا محمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحاك عن مسروق عن ابن مسعود


الصفحة التالية
Icon