٣٢٤
قال الكبائر من أول السورة إلى قوله " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " وروي عن ابن مسعود أنه قال الكبائر أربعة الإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله والأمن من مكر الله والشرك بالله وروى عامر الشعبي عن النبي ﷺ أنه قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين واستحلاله حرمة بيت الله الحرام واليمين الغموس وقال ابن عمر الكبائر تسعة الشرك بالله وقتل المؤمن متعمدا والفرار من الزحف وقذف المحصنة وأكل مال اليتيم وأكل الربا والسحر وعقوق الوالدين واستحلال حرمة البيت الحرام ويقال الكبائر ما أصر عليها صاحبها ويقال لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار
ثم قال تعالى " نكفر عنكم سيئاتكم " يقول نمحو عنكم ذنوبكم ما دون الكبائر " وندخلكم مدخلا كريما " في الآخرة وهي الجنة قرأ نافع " مدخلا " بنصب الميم والباقون بالضم فمن قرأ بالنصب فهو اسم الموضع وهو الجنة ومن قرأ بالضم فهو المصدر والموضع جميعا
سورة النساء ٣٢ - ٣٣
قوله تعالى " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض " قال ابن عباس يعني لا يتمنى الرجل مال أخيه ولا امرأته ولا دابته ولكن ليقل اللهم ارزقني مثله وقال الكلبي مثله وفيها وجه آخر وهو أن الرجال قالوا إن الله فضلنا على النساء فلنا سهمان ولهن سهم ونرجو أن يكون لنا أجران في الأعمال وقالت أم سلمة ليت الجهاد كتب على النساء فنزلت هذه الآية " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض " " للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن " ويقال إن النساء قلن كما نقص سهمنا في الميراث كذلك ينقص من أوزارنا ويكون الإثم علينا أقل من الرجال فنزلت الآية " للرجال نصيب مما اكتسبوا " ولا يتمنى أحدكم أكثر مما عمل " وللنساء نصيب مما اكتسبن " من الشر ولا ينقص منهن شيء مما عملن من الإثم
قوله تعالى " واسألوا الله " جميعا الرجال والنساء " من فضله " أي من رزقه " إن الله كان بكل شيء عليما " فيما يصلح لكل واحد منهم من السهام وبمن يصلح للجهاد قرأ ابن كثير


الصفحة التالية
Icon