٣٢٦
ثم قال تعالى " وبما أنفقوا من أموالهم " يعني فضلوا على النساء بما أنفقوا من أموالهم عليهن من المهر والنفقة ثم قال " فالصالحات قانتات " يعني المحصنات من النساء في الدين " قانتات " أي مطيعات لله تعالى ولأزواجهن ويقال " الصالحات " يعني المحسنات إلى أزواجهن " قانتات " يعني مطيعات لله عز وجل ولأزواجهن ويقال الصالحات يعني الموحدات " قانتات " يعني قائمات بأمور أزواجهن " حافظات للغيب " يعني لغيب أزواجهن في فروجهن وفي أموال الأزواج " بما حفظ الله " يقول يحفظ الله إياهن قال مقاتل وما صلة يعني يحفظ الله لهن
ثم قال عز وجل " واللاتي تخافون نشوزهن " يعني تعلمون عصيانهن " فعظوهن " بالله يعني يقول لها اتقي الله فإن حق الزوج عليك واجب فإن لم تقبل ذلك فقوله تعالى " واهجروهن في المضاجع " قال الكلبي يعني يسبها وذلك هو الهجر ويقال لا يقرب فراشها لأن الزوج إذا أعرض عن فراشها فإن كانت محبة للزوج يشق عليها فترجع إلى الصلاح وإن كانت مبغضة فتظهر السرور فيتبين أن النشوز من قبلها وقال الضحاك " واهجروهن في المضاجع " يعني يعرض عنها فإن ذلك يغيظها فإن لم ينفعها ذلك " واضربوهن " يعني ضربا غير مبرح " فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا " يقول لا تطلبوا عليهن عللا ولا تكلفوهن من الحب لكم فإن الحب أمر القلب وليس ذلك بيدها " إن الله كان عليا كبيرا " يعني رفيعا علا فوق كل كبير فلا يطلب من عباده الحب ولا يكلفهم ما لا يطيقون ويطلب منهم الطاعة فأنتم أيضا لا تكلفوهن ويقال إن الله مع علوه يتجاوز عن عبادة فأنتم أيضا تجاوزوا ولا تطلبوا العلل
سورة النساء ٣٥
ثم قال تعالى للأولياء " وإن خفتم شقاق بينهما " يقول إن علمتم خلافا بين الزوجين ويقال إن خفتم الفراق بينهما ولا تدرون من قبل أيهما يقع النشوز " فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها " يعني رجلا عدلا من أهل الزوج له عقل وتمييز يذهب إلى الرجل ويخلو به ويقول له أخبرني ما في نفسك أتهواها أم لا حتى أعلم بمرادك فإن قال لا حاجة لي بها خذ مني لها ما استطعت وفرق بيني وبينها فيعرف أن من قبله جاء النشوز وإن قال فإني أهواها فأرضيها من مالي بما شئت ولا تفرق بيني وبينها فيعرف أنه ليس بناشز ويخلو ولي المرأة بها ويقول أتهوين زوجك أم لا فإن قالت فرق بيني وبينه وأعطه من مالي ما أراد علم أن النشوز من قبلها وإن قالت لا تفرق بيننا ولكن حثه حتى يزيد في نفقتي ويحسن إلي