٣٩١
كقوله " وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم " سورة البقرة ١٨٧ الآية وقال الضحاك " وإذا حللتم " يعني إذا خرجتم من إحرامكم أو خرجتم من حرم الله تعالى وأمنة فاصطادوا
ثم قال تعالى " ولا يجرمنكم شنآن قوم " يقول ولا يحملنكم عداوة كفار مكة " أن صدوكم عن المسجد الحرام " يعني عام الحديبية " أن تعتدوا " على حجاج اليمامة من المشركين فتستحلوا منهم وفي الآية دليل أن المكافأة لا تجوز من غير جنس الذي فعل به وتكون تلك المكافأة اعتداء لأن الله تعالى قال " ولا يجرمنكم شنآن قوم " يعني بغض قوم وعداوتهم " أن تعتدوا " يعني أن تجاوزوا الحد في المكافأة قرأ ابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر " شنآن " بجزم النون وقرأ الباقون " شنآن " بالنصب وقال القتبي لا يقال في المصادر فعلان وإنما يقال ذلك في الصفات مثل عطشان وسكران وفي المصادر يقال فعلان مثل طيران ولهفان وشنآن وقرأ ابن كثير وأبو عمرو " إن صدوكم " بكسر الألف على معنى الابتداء وقرأ الباقون " أن صدوكم " بالنصب على معنى البناء
ثم قال تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " يعني تحاثوا على أمر الله تعالى واعملوا به وروي عن ابن عباس البر ما أمر الله تعالى به والتقوى ما نهى الله عنه يقول تحاثوا على أمر الله واعملوا به وانتهوا عما نهى الله تعالى عنه وامتنعوا عنه وهذا موافق لما روي عن رسول الله ﷺ أنه قال الدال على الخير كفاعله وقد قيل الدال على الشر كصانعه
ثم قال " ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " قال القتبي العدوان على وجهين عدوان في السبيل كقوله " فلا عدون إلا على الظالمين " سورة البقرة ١٩٣ وكقوله " فلا عدون على " سورة القصص ٢٨ والثاني عدوان في الظلم كقوله " فلا تتنجوا بالإثم " سورة المجادلة ٩ وكقوله " ولا تعاونوا على الإثم والعدون " سورة المائدة ٢ يعني به حجاج أهل اليمامة وصارت الآية عامة في جميع الناس ثم قال " واتقوا الله " يعني واخشوا الله وأطيعوه فيما أمركم به " إن الله شديد العقاب " يعني إذا عاقب
سورة المائدة ٣
قوله تعالى " حرمت عليكم الميتة " يعني حرم عليكم أكل الميتة والميتة كل ما مات حتف أنفه بغير ذكاة فهو حرام إلا الجراد والسمك فقد أباحها على لسان رسول الله حيث