٣٩٦
الزجاج تأويله أحل لكم أن تطعموهم لأن الحلال والفرائض إنما تعقد على أهل الشريعة
ثم قال " والمحصنات من المؤمنات " يعني أحل لكم تزوج العفائف من المؤمنات " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب " يعني العفائف من أهل الكتاب " من قبلكم " يعني أعطوا الكتاب من قبل كتابكم وهو التوراة والإنجيل واختلفوا في نكاح الصابئة وقد ذكرناه في سورة البقرة
ثم قال " إذا آتيتموهن أجورهن " يعني أعطيتموهن مهورهن " محصنين غير مسافحين " يقول كونوا متعففين عن الزنى غير معلنين بالزنا " ولا متخذي أخدان " يقول لا تتخذوا خدنا فتزنوا بها سرا وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يعيرون من يزني في العلانية ولا يعيرون من يزني سرا فحرم الله زنى السر والعلانية فلما نزلت هذه الآية قلن نساء أهل الكتاب لولا أن الله تعالى قد رضي بديننا لم يبح للمسلمين نكاحنا فنزل " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله " أي بطل ثواب عمله ويقال لما نزل قوله " حرمت عليكم الميتة " ثم رخص من حال الأضطرار فقال بعضهم لا نأخذ الرخصة في الاضطرار فنزل " ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله " ويقال هذا ابتداء خطاب وهو لجميع المسلمين فقال " ومن يكفر بالإيمان " قال ابن عباس يعني من يكفر بالتوحيد بشهادة أن لا إله إلا الله فقد حبط عمله وقال مجاهد معناه ومن يكفر بالإيمان بالله " فقد حبط عمله " يعني بطل ثواب عمله " وهو في الآخرة من الخاسرين " يعني من المغبونين في العقوبة ولهذا قال أصحابنا رحمهم الله إن الرجل إذا صلى ثم ارتد ثم أسلم في وقت تلك الصلاة وجب عليه إعادة تلك الصلاة ولو كان حج حجة الإسلام فعليه أن يعيد الحج لأنه قد بطل حجه وما فعل قد بطل قبل ارتداده
سورة المائدة ٦ - ٧
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة " يعني إذا أردتم أن تقوموا إلى الصلاة وأنتم محدثون ويقال إذا قمتم من نومكم إلى الصلاة وأنتم محدثون " فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق " يعني مع المرافق " وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين " يعني مع الكعبين قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وعاصم وفي رواية أبي بكر


الصفحة التالية
Icon