٤١٨
وروى محرز عن أبي هريرة عن رجل من الأنصار قال رسول الله ﷺ من أصيب بشيء في جسده فتركه لله تعالى كانت كفارة له وقال الحسن ينادي مناد يوم القيامة من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم إلا من قد عفا
ثم قال تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " يعني يظلمون أنفسهم والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه فالذي عرض نفسه للعقوبة فقد وضع الشيء في غير موضعه
قوله تعالى " وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم " يعني اتبعنا على أثر الرسل عيسى ابن مريم عليهم السلام " مصدقا لما بين يديه " يعني موافقا لما قبله " من التوراة " يقال إن عيسى مصدق التوراة
ثم قال " وآتيناه الإنجيل فيه هدى " من الضلالة " ونور " يعني بيان الأحكام " ومصدقا لما بين يديه من التوراة " يعني الإنجيل موافقا للتوراة في التوحيد وفي بعض الشرائع " وهدى وموعظة للمتقين " الذين يتقون الشرك والفواحش
ثم قال " وليحكم أهل الإنجيل " قرأ حمزة " وليحكم " بكسر اللام ونصب الميم وقرأ الباقون بالجزم فمن قرأ بالكسر فمعناه وآتيناه الإنجيل لكي يحكم أهل الإنجيل " بما أنزل الله فيه " ومن قرأ بالجزم فهو على الأمر والمراد به الخبر عن أمر سبق لهم يعني أمرهم الله تعالى أن يحكموا بما في الإنجيل
ثم قال " ومن لم يحكم بما أنزل الله " يعني في الإنجيل وكان حكمهم العفو " فأولئك هم الفاسقون " يعني العاصين
سورة المائدة ٤٨ - ٥٠
قوله تعالى " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق " يعني أنزلنا إليك يا محمد الكتاب