٤٢٢
وقرأ الباقون بالدال الواحدة مع التشديد فأما من قرأ " يرتدد " فهو الأصل في اللغة وروي عن أبي عبيدة أنه قال رأيت في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه بالدالين وأما من قرأ " يرتد " لأنه أدغم الدال الأولى في الثانية فأسكن الأولى ثم حرك الثانية إلى النصب لالتقاء الساكنين
قال ابن عباس نزلت هذه الآية في شأن أهل الردة الذين ارتدوا على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وذلك أن العرب ارتدوا وقالوا نشهد أن لا إله إلا الله ونشهد أن محمدا رسول الله ﷺ فأما أن نعطي من أموالنا بعد رسول الله ﷺ فلا خرج مسيلمة الكذاب فغلب على اليمامة وامتنعوا فشاور أبو بكر رضي الله عنه أصحاب النبي ﷺ في قتالهم فقال أصحاب النبي ﷺ كيف نقاتل قوما وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وقد قال النبي ﷺ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه الزكاة من حقها ثم قال والله لو منعوني عقالا مما كانوا يؤدونه إلى رسول الله ﷺ لقاتلتهم عليه فاتفقت الصحابة على قول أبي بكر وجمعوا العسكر وجاءهم من قبل اليمن سبعة آلاف رجل واجتمع ثلاثة آلاف من أفتى الناس فخرجوا وأميرهم خالد بن الوليد وقاتلهم وخرج مسيلمة الكذاب مع أهل اليمامة واجتمع الأعراب معه وكان بينهم قتال شديد فقتل يومئذ من المسلمين مائة وأربعون رجلا ومنهم ثابت بن قيس بن شماس وسالم مولى أبي حذيفة وغيرهما فكاد المسلمون أن ينهزموا كلهم حتى نصرهم الله وأظهرهم على أعدائه وقتل مسيلمة الكذاب وأصحابه وتاب أهل الردة فذلك قوله " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه " يعني يحبون الله " أذلة على المؤمنين " يعني رحيمة لينة على المؤمنين " أعزة " يقول شديدة غليظة " على الكافرين " يعني أهل اليمين
وروى أبو هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية وروي عن علي كرم الله وجهه أنه قال " فسوف يأتي الله بقوم " يعني بجند من جنود الله مددا وعونا للخليفة أبي للخليفة أبي بكر يحبهم الله الوالد لولده ويحبونه كحب الولد لوالده " أذلة على المؤمنين " كالعبد لسيده و " وأعزه على