٤٢٥
قوله تعالى " وإذا ناديتم إلى الصلاة " يعني إذا أذن المؤذن للصلاة وإنما أضاف النداء إلى جميع المسلمين لأن المؤذن يؤذن لهم ويناديهم فأضاف إليهم فقال " وإذا ناديتم إلى الصلاة " " اتخذوها هزوا ولعبا " يعني الكفار إذا سمعوا الأذان استهزؤوا به وإذا رأوهم ركعا وسجدا ضحكوا واستهزؤوا بذلك " ذلك " الاستهزاء " بأنهم قوم لا يعقلون " يعني لا يعلمون ثوابه وقال الضحاك سأل النبي ﷺ جبريل عليه السلام وقال من أتخذه مؤذنا قال يا محمد عليك بالعبد الأسود فإنه مشهور في الملائكة وهو جهير الصوت وأحب المؤذنين إلى الله تعالى فدعا رسول الله بلالا وعلمه الأذان وأمره أن يصعد سطح المسجد ويؤذن فلما أذن سخر منه أهل النفاق وأهل الشرك وكذلك يوم فتح مكة أمره رسول الله ﷺ أن يؤذن على ظهر الكعبة فسخر منه كفار الأعراب وجهالهم فنزل " وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا " يعني المنافقين واليهود ومشركي العرب
وروى أسباط عن السدي قال كان رجل من النصارى بالمدينة إذا سمع المؤذن يقول أشهد أن محمدا رسول الله قال حرق الله الكذاب فدخلت خادمته ليلة من من الليالي بنار وهم نيام فسقطت شرارة في البيت فاحترق البيت واحترق هو وأهله واستجيب دعاؤه في نفسه وروي عن ابن عباس هذه الحكاية نحو هذا إلا أنه ذكر اليهودي
سورة المائدة الآيات ٥٩ - ٦١
قوله تعالى " قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا " يقول هل تطعنون فينا وتعيبوننا " إلا أن آمنا بالله " أي سوى أنا قد آمنا بالله وآمنا ب " وما أنزل إلينا " يعني من القران " وما أنزل من قبل " يعني قبل القرآن يعني التوراة والإنجيل " وأن أكثركم فاسقون " يعني لم تؤمنوا لفسقكم وعصيانكم وقال الزجاج معناه " هل تنقمون منا " هل تكرهون منا إلا إيماننا وبفسقكم إنما كرهتم إيماننا وأنتم تعلمون أنا على الحق لأنكم فسقتم ولم تثبتوا على دينكم لمحبتكم الرئاسة ومحبتكم المال
قوله تعالى " قل هل أنبئكم بشر من ذلك " قال مقاتل وذلك أن اليهود قالوا للمؤمنين ما نعلم أحدا من أهل هذه الأديان أقل حظا في الدنيا ولا في الآخرة منكم فنزل قوله تعالى " قل هل أنبئكم " يعني أخبركم بشر من ذلك " مثوبة عند الله " يعني ثوابا عند الله فقالت اليهود من هم قال " من لعنة الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير " فقال المسلمون