٤٣١
وصموا كثير منهم ) ويقال معناه تاب الله على كثير منهم " وعموا وصموا كثير منهم " ويقال ثم تاب الله عليهم يعني بعث محمدا ﷺ ليدعوهم إلى التوراة " ثم عموا وصموا " بتكذيب محمدا ﷺ ويقال " عموا وصموا " حين عبدوا العجل ثم تاب الله عليهم بعدما قتلوا سبعين ألفا وهذا على جهة المثل يعني لم يعملوا بما سمعوا ولم يعتبروا بما أبصروا فصاروا كالأعمى والأصم
ثم قال " والله بصير بما يعملون " بقتلهم الأنبياء وتكذيبهم الرسل يعني عليم بمجازاتهم
سورة المائدة ٧٢ - ٧٤
قوله تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " وذلك أن نصارى أهل نجران يزعمون أنهم مؤمنون بعيسى فأخبر الله تعالى أنهم كافرون بميسى وأنهم كاذبون في مقالتهم على المسيح وأخبر أن المسيح دعاهم إلى توحيد الله تعالى وأنهم كاذبون على المسيح وهو قوله " وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله " يعني وحدوا الله وأطيعوه " ربي وربكم " يعني خالقي وخالقكم ورازقي ورازقكم " إنه من يشرك بالله " يعني إنه من يموت على شركه " فقد حرم الله عليه الجنة " أن يدخلها " ومأواه النار " يعني مصيره إلى النار " ما للظالمين من أنصار " يعني ليس للمشركين من مانع يمنعهم من العذاب
ثم أخبر أن الفريق الآخر من النصارى هم كفار أيضا فقال الله تعالى " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " فيه مضمر معناه ثالث ثلاثة آلهة ويقال ثالث من ثلاثة آلهة يعني أبا وأما وروحا قدسا يعني الله ومريم وعيسى قال الله تعالى ردا عليهم " وما من إله إلا إله واحد " يعني هم كاذبون في مقالتهم ثم أوعدهم الوعيد إن لم يتوبوا فقال " وإن لم ينتهوا عما يقولون " يعني إن لم يتوبوا ولم يرجعوا عن مقالتهم " ليمسن الذين كفروا منهم " فهذا لام القسم فكأنه أقسم بأنه ليصيبهم " عذاب أليم " يعني إن أقاموا على كفرهم
ثم دعاهم إلى التوبة فقال تعالى " أفلا يتوبون إلى الله " من النصرانية " ويستغفرونه " عن مقالتهم الشرك " والله غفور " للذنوب إن فعلوا " رحيم " بقبول التوبة ويقال " أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه " لفظه لفظ الاستفهام والمراد به الأمر فكأنه قال توبوا إلى الله