٤٣٣
ففعل فاتبعه الناس بذلك ثم ندم على فعله فعمد إلى سلسلة فجعلها في ترقوته فعلق نفسه فجاءه ملك فقال له أنت تتوب وكيف لك بمن تابعك فذلك قوله " قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا عن سواء السبيل "
سورة المائدة ٧٨ - ٨١
وقوله تعالى " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل " يعني اليهود " على لسان داود " وذلك أن الله تعالى مسخهم قردة حيث اصطادوا السمك يوم السبت " وعيسى ابن مريم " يعني على لسان عيسى ابن مريم حيث دعا عليهم فمسخهم الله تعالى خنازير ويقال " لعن الذين كفروا " أي أبعدوا عن رحمة الله " على لسان داود وعيسى ابن مريم " وقال الزجاج يحتمل معنيين أحدهما أنهم مسخوا بلعنتهما فجعلوا قردة وخنازير وجائز أن يكون داود وعيسى لعنا من كفر بمحمد ﷺ يعني لعن الكفار الذين على عهد رسول لله صلى الله عليه وسلم
ثم قال " ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " يعني الذين أصابهم من اللعنة " بما عصوا " أي بعصيانهم واعتدائهم " وكانوا يعتدون " في دينهم
ثم قال " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه " يعني لم يمتنعوا عن قبيح من الأفعال ورضوا به " لبئس ما كونوا يفعلون " حين لم ينهوهم عن المنكر
ثم قال " ترى كثيرا منهم " قال مقاتل يعني اليهود " يتولون الذين كفروا " من مشركي العرب وقال الكلبي " ترى كثيرا " من المنافقين " يتولون الذين كفروا " يعني اليهود " لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم " معناه لبئس الفعل الذي يستوجبون به السخط من الله تعالى وتجب لهم العقوبة والعذاب " وفي العذاب هم خالدون " يعني دائمون
ثم قال " ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي " محمدا ﷺ " وما أنزل إليه " يعني القرآن " ما اتخذوهم أولياء " أي لو كان إيمان المنافقين حقيقة ما اتخذوا اليهود أولياء في العون والنصرة " ولكن كثيرا منهم فاسقون " يعني ناقضين للعهد
سورة المائدة


الصفحة التالية
Icon