٤٣٤
٨٢ - ٨٦
ثم قال " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود " وهم يهود بني قريظة وبني النضير " والذين أشركوا " يعني مشركي أهل مكة " ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى " قال بعضهم إنما أراد به النصارى الذين كانوا في ذلك الوقت لأنهم كانوا أقل مظاهرة على المؤمنين وأسرع إجابة للإسلام وقال أكثر المفسرين إن المراد به النصارى الذين أسلموا وفي سياق الآية دليل عليه وهو قوله " فأثبهم الله بما قالوا " المائدة ٨٥
وروى أسباط عن السدي قال بعث النجاشي إلى رسول الله ﷺ اثني عشر رجلا من الحبشة سبعة قسيسين وخمسة رهبان ينظرون إليه ويسألونه فلما لقوه وقرأ عليهم ما أنزل الله عليه بكوا وآمنوا به ورجعوا إلى النجاشي فهاجر النجاشي إلى رسول الله ﷺ معهم فمات في الطريق فصلى عليه رسول الله ﷺ والمسلمون واستغفروا له
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه سئل عن هذه الآية فقال " هم الوفد الذين قدموا مع جعفر الطيار من أرض الحبشة " وعن الزهري أنه سئل عن هذه الآية فقال ما زلنا نسمع أنها نزلت في النجاشي وأصحابه
ثم قال تعالى " ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا " يعني المتعبدين وأصحاب الصوامع ويقال " قسيسين " علماؤهم ورهبانهم ويقال " قسيسين " يعني صديقين " ورهبانا " يعني خائفين من الله تعالى وقال بعض أهل اللغة القس والقسيس رؤساء النصارى والقس بفتح القاف النميمة
ثم قال " وأنهم لا يستكبرون " يعني لا يتعظمون على الإيمان بمحمد ﷺ والقرآن " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع " يعني تسيل من الدمع " مما عرفوا من الحق " يقول مما عرفوا محمدا ﷺ نعته وصفته " يقولون ربنا آمنا " بالقرآن بأنه من الله " فاكتبنا مع الشاهدين " يعني المهاجرين والأنصار وروى عكرمة عن ابن عباس قال " مع الشاهدين " هم أمة محمد ﷺ يشهدون له بالبلاغ ويشهدون للرسل أنهم قد بلغوا الرسالة
ثم قال " وما لنا لا نؤمن بالله " وذلك أنهم لما رجعوا إلى قومهم قال لهم كفار قومهم