٤٤٢
ثم قال " وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما " يعني ما دمتم محرمين فلا تأخذوا الصيود " واتقوا الله " فلا تأخذوه في إحرامكم " الذي إليه تحشرون " فيجزيكم بأعمالكم
سورة المائدة ٩٧
قوله تعالى " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس " يعني الحرم آمنا للناس كان الرجل إذا أصاب ذنبا أو قتل قتيلا ثم لجأ إلى الحرم آمنا بذلك ويقال " قياما للناس " يعني قواما لمعايشهم قرأ ابن عامر " قيما " على وجه المصدر وقرأ الباقون " قياما " على وجه الاسم والمصدر وإنما سميت الكعبة كعبة لارتفاعها ولهذا سمي الكعبان كعبا ويقال للجارية إذا نهدت ثدياها قد كعبت ثدياها وهي كاعب كما قال " وكواعب أترابا " النبأ٣٣
ثم قال " والشهر الحرام والهدي والقلائد " يعني جعل الشهر الحرام والهدي والقلائد آمنا للناس وقواما لمعايشهم لأنهم كانوا إذا توجهوا إلى مكة وقلدوا الهدي أمنوا ويقال " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس " يعني معالم للناس وقال مقاتل وابن حيان يعني علما لقبلتهم يصلون إليها وقال سعيد بن جبير صلاحا لدينهم وحرم عليهم الغارة في الشهر الحرام وأخذ الهدي والقلائد في الشهر الحرام " ذلك " الذي جعل الله من الأمن " لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض " يعني لتعلموا أن الله يعلم صلاح ما في السموات وما في الأرض " وأن الله بكل شيء عليم " من صلاح الخلق ويقال هو مردود إلى ما أنبأ الله تعالى على لسان نبيه في هذه السورة من أخبار المنافقين وإظهار أسرارهم فقال ذلك الذي ذكر الله تعالى لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم من السر والعلانية
سورة المائدة ٩٨ - ٩٩
ثم قال " اعلموا أن الله شديد العقاب " يعني إذا عاقب فعقوبته شديدة لمن عصاه " وأن الله غفور رحيم " لمن أطاعه
قوله تعالى " ما على الرسول إلا البلاغ والله يعلم ما تبدون وما تكتمون " يعني أن الرسول ليس عليه طلب سرائرهم وإنما عليه بتبليغ الرسالة والله تعالى هو الذي يعلم سرائرهم
سورة المائدة ١٠٠


الصفحة التالية
Icon