٤٤٦
وروي عن أبي العالية أنه قال كانوا عند عبد الله بن مسعود فوقع بين رجلين ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه فقال بعضهم ألا أقوم فآمرهما بالمعروف فقال بعضهم عليك نفسك إن الله تعالى يقول " عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل " يقول لا يضركم ضلالة من ضل " إذا اهتديتم " فقال ابن مسعود مه لم يجئ تأويل هذه الآية بعد فما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة ولم تلبسوا شيعا فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإذا اختلفت القلوب والأهواء فعند ذلك جاء تأويلها
وقوله تعالى " لا يضركم من ضل " يقول لا يضركم ضلالة من ضل " إذا اهتديتم " إذا ثبتم على الحق " إلى الله " تعالى " مرجعكم جميعا " يوم القيامة " فينبئكم بما كنتم تعملون " في الدنيا
وقال في رواية الكلبي نزلت في المنذر بن عمرو بعثه رسول الله ﷺ إلى أهل هجر ليدعوهم إلى الإسلام فأبوا الإسلام فوضع عليهم الجزية فقال " لا يضركم من ضل " من أهل هجر وأقر بالجزية " إذا اهتديتم إلى الله " يعني آمنتم بالله
سورة المائدة ١٠٦ - ١٠٨
قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم " " شهادة " رفع بالابتداء وخبره " اثنان " ومعناه شهادتكم فيما بينكم حين الوصية اثنان مسلمان عدلان " إذا حضر أحدكم الموت " وأراد أن يشهد على وصيته وكان مقيما ولم يكن مسافرا فليشهد على وصيته اثنين مسلمين " حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض " يعني إذا كنتم في السفر ولم تقدروا على مسلمين فأشهدوا رجلين من غيركم يعني من غير أهل دينكم وروى مغيرة عن إبراهيم قال إذا كان الرجل في سفر فلم يجد مسلمين ليشهدهما على وصيته فليشهد غير أهل دينه فإن اتهما حبسا من بعد الصلاة ويغلط عليهما في اليمين وإن شهد رجلان من الورثة بأنهما خانا وكذبا صدقا بما قالا وأخذ من الآخرين يعني من الشاهدين ما ادعي عليهما