٤٤٨
ثم وجد الجام بعد ذلك في أيديهما يبيعانه في السوق وقالا إنا كنا اشتريناه منه فاختصموا إلى رسول الله ﷺ فنزل " فإن عثر على أنهما استحقا إثما " يعني خانا وكتما شيئا من المال " فآخران " من أولياء الميت " يقومان مقامهما " يعني مقام النصرانيين " من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله " يعني يحلف أولياء الميت أن المتاع متاع صاحبنا " لشهادتنا أحق من شهادتهما " يعني يمين المسلمين وشهادتهما أحق يعني أولى من شهادة الكافرين " ما اعتدينا " في الشهادة والدعوى " إنا إذا " اعتدينا فحينئذ " لمن الظالمين "
قرأ عاصم في رواية حفص " استحق " بنصب التاء وقرأ الباقون بضم التاء فمن قرأ بالنصب جعل " الذين " نعتا للمدعى عليه ومعناه فآخران من المستحقين الدين يقومان مقامهما ومن قرأ بالضم جعل " الذين " نعتا للمدعى عليهما ومعناه فآخران من المستحقين الدين يقومان مقامهما ومن قرأ بالضم جعل " الذين " نعتا للمدعى عليهما وقرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر " الأولين " وقرأ الباقون " الأوليان " فمن قرأ الأولين يجعله خفضا لأنه بدل من الذين فكأنه يقول من الأولين الذين استحق عليهم ومن قرأ " الأوليان " صار رفعا على البدل مما في " يقومان " المعنى فليقم " الأوليان " بالميت وقال القتبي " الذين استحق عليهم الأوليان " وهما الوليان يقال هذا الأولى بفلان ثم يحذف من الكلام بفلان فيقال هذا الأولى وهذان الأوليان كما يقال هذا الأكبر وهذان الأكبران و " عليهم " هاهنا بمعنى منهم يعني استحق منهم كما قال الله تعالى " الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون " المطففين ٢ يعني من الناس يستوفون
قوله تعالى " ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة " يعني ذلك أحرى وأجدر " أن يأتوا بالشهادة " يعني يقيموا الشهادة " على وجهها " كما كانت يعني يقيموا شهادة المدعي مقام شهادة المدعى عليه إذا ظهرت الخيانة لكي لا يخونا في الشهادة ويأتيا بالشهادة " على وجهها "
ثم قال " أو يخافوا أن ترد أيمان بعد أيمانهم " يعني إذا خافا أن ترد اليمين إلى غيرهما امتنعا عن الكذب وقد احتج بعض الناس بهذه الآية بأن اليمين ترد على المدعي ولا حجة له فيه لأن رد اليمين حادثة أخرى وهو ظهور الخيانة منهما لأن دعوى الثاني الكتمان
ثم قال " واتقوا الله " ولا تخونوا " واسمعوا " ما تؤمرون به " والله لا يهدي القوم الفاسقين " يعني الخائنين
سورة المائدة ١٠٩
قوله تعالى " يوم يجمع الله الرسل " " يوم " صار نصبا لأن معناه اتقوا " يوم يجمع الله الرسل " " فيقول ماذا أجبتم " يقول ماذا أجابكم قومكم في التوحيد " قالوا لا علم لنا " من