٤٤٩
هول ذلك اليوم ومن شدة المسألة وهي في بعض مواطن يوم القيامة قالوا " إنك أنت علام الغيوب " ما كان وما لم يكن
وروى أسباط عن السدي قال نزلوا منزلا ذهبت فيه العقول فلما سئلوا قالوا لا علم لنا ثم نزلوا منزلا آخر فشهدوا على قومهم ويقال هذا عند زفرة جهنم فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل عند ذلك إلا قال نفسي نفسي فعند ذلك " لا علم لنا " ويقال كان ذلك عند أول البعث ثم يشهدون بعد ذلك بتبليغ الرسالة
سورة المائدة ١١٠
قوله تعالى " إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك " بالنبوة وهذا يكون في الآخرة " وعلى والدتك " يعني النعمة التي أنعم الله عليه في الدنيا قال " إذ أيدتك بروح القدس " يعني اعنتك بجبريل و " تكلم الناس في المهد وكهلا " يعني بعد ثلاثين سنة حين أوحى الله إليه قال الكلبي فمكث في رسالته ثلاثين شهرا ثم رفعه الله ويقال أوحي إليه وهو ابن ثلاثين سنة ومكث في الرسالة ثلاث سنين ورفع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة
قال " وإذ علمتك الكتاب والحكمة " يعني الخط بالقلم " والحكمة " يعني الفقه والفهم " والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها " وقال في موضع آخر " فأنفخ فيه " آل عمران ٤٩ بلفظ التذكير لأنه انصرف إلى الطير وقال هاهنا " فتنفخ فيها " بلفظ التأنيث لأنه انصرف إلى الهيئة المتخذة ويقال " فيها " يعني في الطين " فتكون طيرا بإذني " قرأ نافع " طائرا " بالألف وقرأ الباقون " طيرا "
" وتبرئ الأكمة والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني " يعني تحيي الموتى بإذني يعني أحييته بدعائك وروي عن وهب بن منبه أنه قال التقى عيسى ابن مريم عليه السلام وإبليس على عقبه من عقبات بيت المقدس فقال له إبليس أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلم الناس في المهد صبيا وأنك تحيي الموتى وتبرئ الأكمة والأبرص فقال عيسى عليه السلام بل العظمة لله بإذنه أحييت الموتى وهو الذي أنطقني فقال إبليس أنت إله الأرض فقال عيسى عليه السلام بل إله الأرض والسماء واحد فكان في ذلك حتى جاء جبريل وضربه بجناحه وألقاه في لجج البحار