٤٦٣
يصلوا إليك حتى أوسد في التراب فامض يا ابن أخي فما عليك غضاضة يعني ذلا وكان لا يسلم لأجل المقالة " وهم ينهون عنه " يعني أن أبا طالب ينهي قريشا عن إيذائه وينأى عنه أي يتباعد عن دينه وهذا قول الكلبي والضحاك ومقاتل والقول الأول أيضا قول الكلبي
ثم قال " وإن يهلكون إلا أنفسهم " يعني وما يهلكون إلا أنفسهم " وما يشعرون " بذلك
سورة الأنعام ٢٧ - ٢٨
قوله تعالى " ولو ترى إذ وقفوا على النار " قال الكلبي يعني حبسوا على النار وقال مقاتل يعني عرضوا على النار وقال الضحاك يعني جمعوا على أبوابها ويقال وقفوا على متن جهنم والنار تحتهم وروي في الخبر أن الناس كلهم وقفوا على متن جهنم وجهنم كأنها متن إهالة ثم ينادي مناد خذي أصحابك ودعي أصحابي
ثم قال " فقالوا يا ليتنا نرد " يعني إلى الدنيا ولم يذكر في الآية الجواب لأن في الكلام ما دل عليه فكأنه يقول ولو ترى يا محمد كفار قريش حين وقفوا على النار لعجبت من ذلك فقالوا " يا ليتنا نرد إلى الدنيا " " ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين " أي مصدقين قرأ حمزة وابن عامر وعاصم في رواية حفص " ولا نكذب " " ونكون " كلاهما بالنصب وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم في رواية أبي بكر " ولا نكذب " " ونكون " كلاهما بالضم على معنى الخبر ومن قرأ بالنصب فلأنه جواب التمني وجواب التمني إذا كان بالواو أو بالفاء يكون بالنصب كقولك ليتك تصير إلينا ونكرمك وقرأ بعضهم " ولا نكذب " بالضم و " نكون " بالنصب في رواية هشام بن عمار عن ابن عامر وقرأ عبد الله بن مسعود " فلا نكذب " بالفاء
يقول الله عز وجل " بل بدا لهم " يعني ظهر لهم " ما كانوا يخفون من قبل " بألسنتهم لأن الجوارح تشهد عليهم بالشرك فحينئذ يتمنون الرجعة
يقول الله تعالى " ولو ردوا " إلى الدنيا " لعادوا لما نهو عنه " يعني رجعوا إلى كفرهم " وإنهم لكاذبون " في قولهم " ولا نكذب بآيات ربنا " لأنهم قد علموا في الدنيا وعاينوه وقد عاين إبليس وشاهد ومع ذلك قد كفر وكذلك هاهنا لو رجعوا لكفروا كما كفروا من قبل لأنك ترى في الدنيا إنسانا أصابه مرض أو حبس في السجن أخلص بالتوبة لله تعالى أن لا يرجع إلى الفسق فإذا برأ من مرضه أو أطلق من الحبس رجع إلى الحال الأول
سورة الأنعام ٢٩ -


الصفحة التالية
Icon