٤٦٤
٣١
قوله تعالى " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا " يعني ما هي إلا آجالنا تنقضي في الدنيا فيموت الآباء ويجيء الأبناء " وما نحن بمبعوثين " بعد الموت فيبين الله تعالى حالهم يومئذ فقال " ولو ترى إذ وقفوا " يعني عرضوا وسيقوا وحبسوا " على ربهم " يعني عند ربهم وعند عذاب ربهم " قال أليس هذا " يعني أليس هذا العذاب والبعث " بالحق قالوا بلى وربنا " أقروا في وقت لا ينفعهم الإقرار " قال فذوقوا العذاب " يعني يقول لهم الخزنة " فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون " به وتجحدون
قوله تعالى " قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله " يعني غبن الذين جحدوا بالله وبالبعث حين اختاروا العقوبة على الثواب " حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة " يعني فجأة ومعناه أنهم جحدوا وثبتوا على جحودهم حتى إذا جاءتهم القيامة " قالوا يا حسرتنا " يعني يا ندامتنا وخزينا والعرب إذا اجتهدت في المبالغة في الإخبار عن أمر عظيم تقع فيه جعلته نداء كقوله " يا حسرتنا " و " يويلتنا " الكهف ٤٩ ويا ندامتنا " على ما فرطنا " يعني ضيعنا وتركنا العمل " فيها " يعني الدنيا من عمل الآخرة " وهم يحملون أوزارهم " يعني آثامهم " على ظهورهم " يعني إنهم يحملون آثامهم
وروى أسباط عن السدي قال ليس من رجل ظالم يدخل قبره إلا آتاه ملك قبيح الوجه أسود اللون منتن الريح عليه ثياب دنسة فإذا رآه قال ما أقبح وجهك فيقول كذلك كان عملك قبيحا فيقول ما أنتن ريحك فيقول كذلك كان عملك منتنا فيقول من أنت فيقول أنا عملك فيكون معه في قبره فإذا بعث يوم القيامة قال له إني كنت أحملك في الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني فيركب على ظهره حتى يدخله النار قال وذلك قوله " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " وذلك على سبيل المجاز يعني يعملون وبال ذلك على ظهورهم وعقوبته ويقال أوقرت ظهورهم من الآثام أي ثقلت وحملت وأصل الوزر في اللغة هو الثقل ثم قال تعالى " ألا ساء ما يزرون " يعني بئس ما يزرونه يعني يحملونه
سورة الأنعام ٣٢
قوله تعالى " وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو " يعني لعب كلعب الصبيان يبنون بنيانهم ثم يهدمونه ويلعبون ويلهون به ويبنون ما لا يسكنون ويأملون ما لا يدركون