٤٦٥
ثم قال " وللدار الآخرة " يعني الجنة " خير للذين يتقون " الشرك والفواحش " أفلا تعقلون " أي أن الآخرة أفضل من الدنيا قرأ ابن عامر " ولدار الآخرة " بلام واحدة بالتخفيف وبكسر الآخرة على معنى الإضافة وقرأ نافع وابن عامر وعاصم في رواية حفص " أفلا تعقلون " بالتاء على معنى المخاطبة والباقون بالياء على معنى المغايبة
سورة الأنعام ٣٣ - ٣٥
قوله تعالى " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون " روى سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب قال أبو جهل للنبي ﷺ ما نتهمك ولكن نتهم الذي جئت به فنزلت هذه الآية وروى أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح قال جاء جبريل إلى النبي ﷺ وهو حزين فقال ما يحزنك قال كذبني هؤلاء فقال إنهم لا يكذبونك بل يعلمون أنك صادق فنزلت هذه الآية " قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون " من تكذيبهم إياك في العلانية " فإنهم لا يكذبونك " في السر ويعلمون أنك صادق وكانوا يسمونه أمينا قبل أن يوحى إليه فلما أوحى إليه كذبوه فقال " ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " وهم يعلمون أنك صادق والجحد يكون ممن علم الشيء ثم جحده كقوله تعالى " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم " النمل ١٤ قرأ نافع والكسائي " فإنهم لا يكذبونك " بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد فمن قرأ بالتخفيف فمعناه أنهم لا يجدونك كاذبا ومن قرأ بالتشديد فمعناه أنهم لا ينسبونك إلى الكذب ولا يكذبوك في السر وقرأ نافع " يحزنك " برفع الياء وكسر الزاي وقرأ الباقون " ليحزنك " بالنصب ومعناهما واحد
ثم عزاه ليصبر على أذاهم فقال تعالى " ولقد كذبت رسل من قبلك " يعني أن قومهم كذبوهم كما كذبك قريش " فصبروا على ما كذبوا وأوذوا " يعني صبروا على تكذيبهم وأذاهم " حتى أتاهم نصرنا " يعني عذابنا لهلاكهم " ولا مبدل لكلمات الله " يعني لا مغير لوعد الله فهذا وعد من الله تعالى للنبي ﷺ بالنصرة كما نصر النبيين من قبله
ثم قال " ولقد جاءك من نبأ المرسلين " يعني من خبر المرسلين كيف أنجيت المرسلين وكيف أهلكت قومهم فلما وعد الله تعالى النصرة للنبي ﷺ تعجل أصحابه لذلك فأرادوا أن يعجل بهلاك الكفار فنزل " وإن كان كبر عليك إعراضهم " خاطب النبي ﷺ وأراد