٤٦٩
قال الفقيه حدثنا الخليل بن أحمد قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثنا أبو عبيد قال حدثنا محمد بن حميد عن شهاب بن خراش عن حرملة عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله ﷺ إذا رأيت الله يعطي عبدا من الدنيا على معصية مما يحب فإنما ذلك منه استدراج ثم قرأ رسول الله ﷺ " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء " الآية وقال الحسن والله ما أحد من الناس بسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر له فيها إلا كان قد نقص عمله وعجز رأيه وما أمسكها الله تعالى عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص عمله وعجز رأيه قوله " فلما نسوا ما ذكروا به " يعني تركوا ما وعظوا به " فتحنا عليهم أبواب كل شيء " يعني أرسلنا عليهم كل خير ويقال " فتحنا عليهم أبواب كل شيء " من الرزق قرأ ابن عامر " فتحنا " بالتشديد على المبالغة والباقون بالتخفيف " حتى إذا فرحوا بما أوتوا " من أنواع الخير فأعجبهم ما هم فيه " أخذناهم بغتة " يعني أصبناهم بالعذاب فجأة " فإذا هم مبلسون " يعني آيسين من كل خير وقال مجاهد الإبلاس الفضيحة وقال الفراء المبلس المنقطع بالحجة وقال الزجاج المبلس الشديد الحسرة والآيس الحزين وقال بعضهم في الآية تقديم وتأخير ومعناه فلما فتحنا عليهم أبواب كل شيء ونسوا ما ذكروا به أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ثم قال عز وجل " فقطع دابر القوم الذين ظلموا " يعني قطع أصلهم فلم يبق منهم أحد " والحمد لله رب العالمين " على هلاك أعدائه واستئصالهم ويقال الحمد لله الذي ينتقم من أعدائه ولا ينتقم منه أحد ويقال هذا تعليم ليحمدوه سبحانه على إهلاك الظالمين
سورة الأنعام ٤٦ - ٤٩
قوله تعالى " قل أرأيتم " أي قل لأهل مكة " أرأيتم إن أخذ الله سمعكم " فلم تسمعوا شيئا " وأبصاركم " فلم تبصروا شيئا " وختم على قلوبكم " فلم تعقلوا شيئا " من إله غير الله يأتيكم به " يعني هل أحد غير الله بخلقها لكم
ثم قال " انظر كيف نصرف الآيات " أي كيف تبين لهم العلامات فيما ذكر تخويفهم " ثم هم يصدفون " يعني يعرضون ولا يعتبرون قرأ نافع " آرأيتم " بمد الألف