٤٧٠
بغير همز وقرأ الكسائي بغير مد ولا همز وقرأ الباقون بالهمز فهي كلها لغات العرب
ثم قال " قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة " يعني فجأة أو علانية " هل يهلك إلا القوم الظالمون " يعني لا يهلك إلا القوم الكافرون
ثم قال " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين " يعني ليس لهم أن يقترحوا من أنفسهم وإنما أرسلهم بتبليغ الرسالة مبشرين بالجنة لمن أطاعه ومنذرين بالنار لمن عصاه " فمن آمن " يعني صدق بالرسل " وأصلح " يعني سلك طريقهم وأصلح العمل ويقال أخلص العمل بعد الإيمان " فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " يعني " لا خوف عليهم " من أهوال القيامة " ولا هم يحزنون " عند الصراط
ثم قال " والذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون " يعني يصيبهم العذاب بكفرهم ولا يعذب أحدا بغير ذنب
سورة الأنعام ٥٠ - ٥٢
ثم قال " قل لا أقول لكم عندي خزائن الله " يعني مفاتيح الرزق " ولا أعلم الغيب " يعني متى ينزل العذاب بكم هذا جواب لقولهم " لولا أنزل عليه ملك " الأنعام ٨ " لولا نزل عليه ءاية من ربه " الأنعام ٣٧ " ولا أقول لكم إني ملك " من السماء إنما أنا بشر مثلكم " إن أتبع " يعني ما أتبع " إلا ما يوحى إلي " من القرآن " قل هل يستوي الأعمى والبصير " يعني الكافر والمؤمن " أفلا تتفكرون " في أمثال القرآن ومواعظه
قوله تعالى " وأنذر به " يعني خوف بالقرآن " الذين يخافون " يعني الذين يعلمون " أن يحشروا إلى ربهم " في الآخرة وإنما خص بالإنذار الذين يعلمون وإن كان منذرا لجميع الخلق لأن الحجة عليهم وجبت لاعترافهم بالمعاندة وهم أهل الكتاب كانوا يقرون بالبعث ويقال هم المسلمون يعلمون أنهم يبعثون يوم القيامة ويؤمنون به
" ليس لهم من دونه " يعني يعلمون أنه ليس لهم من دون الله يعني من عذاب الله " ولي " في الدنيا " ولا شفيع " في الآخرة " لعلهم يتقون " يعني أنذرهم لكي يتقوا المعاصي ويقال " لعلهم يتقون " لكي يتقوا ويثبتوا على الإسلام فإنهم إن لم يثبتوا " ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع "