٤٧١
قوله تعالى " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " روي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال نزلت هذه الآية في وفي ستة من أصحاب النبي ﷺ منهم عبد الله بن مسعود قالت قريش تدني هؤلاء السفلة هم الذين يلونك فوقع في قلبه أن يطردهم فنزل " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " وروى أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال كان رجال يستبقون إلى مجلس النبي ﷺ فيهم بلال وصهيب فيجيء أشراف من قومه وسادتهم فيجلسون ناحية فقالوا له إنا سادات قومك وأشرافهم فلو أدنيتنا لأسلمنا فهم أن يفعل فنزل " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " الآية ويقال إن أبا جهل وأصحابه احتالوا ليطرد النبي ﷺ أصحابه عن نفسه فقالوا إن محمدا يتبعه الموالي والأراذل فلو طردهم لاتبعناه فاستعانوا بعمر فأخبر عمر بذلك رسول الله ﷺ فهم النبي ﷺ بأن يفعل ذلك فنزل " ولا تطرد الذين يدعون ربهم " يعني يعبدون ربهم " بالغداة والعشي " يعني يصلون لله في أول النهار وآخره " يريدون " يعني يريدون بصلواتهم " وجه الله تعالى ما عليك من حسابهم من شيء " يعني ما عليك من عملهم من شيء " وما من حسابك عليهم من شيء " يعني الإثم ويقال معناه فما عليك إن لم يسلموا فليس عليك من أوزارهم شيء ويقال يعني به الضعفة من المسلمين فلا تطردهم لأنه ليس عليك من حسابهم من شيء أي ليس عليك من أرزاقهم شيء لكن أرزاقهم على الله
ثم قال " فتطردهم فتكون من الظالمين " يعني لو طردتهم من مجلسك فتكون من " الظالمين " أي من الضارين بنفسك قرأ ابن عامر " بالغدوة " وقرأ الباقون " بالغداة " وهما لغتان
سورة الأنعام ٥٣ - ٥٤
ثم قال " وكذلك فتنا " يقول هكذا ابتلينا " بعضهم ببعض " يعني الشريف بالوضيع والعربي بالمولى والغني بالفقير " ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا " فلم يكن الاختبار لأجل أن يقولوا ذلك ولكن الاختبار كان سببا لقولهم وهذا قوله تعالى " فالتقطه ءال فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا " القصص ٨ فلم يأخذوه لأجل ذلك ولكن كان أخذهم سببا لذلك فكأنهم أخذوه لأجل ذلك فكذلك هاهنا كان الاختبار لا لأجل أن يقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا لأنهم كانوا يقولون لو كان خيرا ما سبقونا إليه ومعناه ليظهر الذين يقولون أهؤلاء من الله عليهم من بيننا
قال الله تعالى " أليس الله بأعلم بالشاكرين " يعني بالموحدين منكم من غيرهم قال