٤٧٢
الكلبي فلما نزلت هذه الآية جاء عمر فاعتذر فنزلت هذه الآية " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا " يعني عمر رضي الله عنه " فقل سلام عليكم " يعني قبلت توبتكم ويقال قبل الله عذركم ويقال المعنى " وإذا جاءك الذين يؤمنون " يعني الضعفة من المسلمين فابتدئ بالسلام " فقل سلام عليكم " " كتب ربكم على نفسه الرحمة " يعني أوجب الرحمة وقبول التوبة " أنه من عمل منكم سوءا بجهالة " يعني من ركب معصية وهو جاهل بركوبها وإن كان يعلم أنها معصية " ثم تاب من بعده " بعد السوء " وأصلح " العمل " فإنه غفور رحيم " يعني متجاوز للذنوب " رحيم " حين قبل التوبة ويقال معناه من عمل منكم سوءا ثم تاب يغفر له فكيف لمن كان قصده الخير فهو أولى بالرحمة
وروى سفيان عن مجمع عن ماهان الحنفي قال جاء قوم إلى النبي ﷺ قد أصابوا ذنوبا عظاما فأعرض عنهم فنزل " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " قرأ عاصم وابن عامر " أنه من عمل " بنصب الألف فإنه غفور بالنصب على معنى البناء و " فإنه " بالكسر على معنى الابتداء وقرأ الباقون كلاهما بالكسر على معنى الابتداء
سورة الأنعام ٥٥ - ٥٦
ثم قال تعالى " وكذلك نفصل الآيات " قال القتبي يعني نأتي بها متفرقة شيئا بعد شيء ولا ننزلها جملة واحدة متصلة وقيل " نفصل الآيات " يعني نبين الآيات يعني القرآن " ولتستبين سبيل المجرمين " يعني طريق المشركين لماذا لا يؤمنون لأنهم إذا رأوا الضعفاء يسلمون قبلهم امتنعوا ويقال " ولتستبين سبيل المجرمين " يعني تعرفهم قرأ ابن كثير وأبو عامر وعاصم في رواية حفص " ولتستبين " بالتاء و " سبيل " بالضم لان السبيل مؤنث كقوله " قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله " يوسف ١٠٨ ومعناه ليظهر لكم طريق المشركين وقرا حمزة والكسائي وعاصم في رواية أبي بكر " وليستبين " بالياء " سبيل المجرمين " بالضم لأن السبيل هو الطريق والطريق يذكر ويؤنث وقرأ نافع " ولتستبين " بالتاء " سبيل " بالنصب يعني لتعرف يا محمد طريق المشركين
قوله تعالى " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله " يعني الأصنام ويقال معناه قل إني نهيت عن طرد الضعفاء عن مجلسي كما نهيت عن عبادة الأصنام
ثم قال " قل لا أتبع أهواءكم " يعني لا أذهب مذهبكم ويقال لا أتبع هواكم يعني لا أرجع إلى دينكم في بغض الفقراء ومجانبتهم " قد ضللت إذا " يعني إن فعلت " ذلك