٤٧٣
فقد ضللت إذا ) قرأ بعضهم " ضللت " بالكسر وهو شاذ يعني ضللت سبيل الهدى " وما أنا من المهتدين " يعني لم أكن على الحق
سورة الأنعام ٥٧ - ٥٨
ثم قال " قل إني على بينة من ربي " يعني على أمر بين ويقال على دين من ربي " وكذبتم به " يعني بالقرآن ويقال بالعذاب وذلك أن النضر بن الحارث قال إن كان ما تقوله حقا فأتنا بعذاب الله فنزل " ما عندي ما تستعجلون به " يعني العذاب " إن الحكم إلا لله " يعني ما القضاء في ذلك إلا لله في نزول العذاب " يقص الحق " بنزول العذاب وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم " يقص الحق " بالضاد يعني يبين الحق ويقال يأمر بالحق وقرأ الباقون " يقص الحق " من القصص ولكن لا يكتب بالياء لأن الياء سقطت في اللفظ لالتقاء الساكنين ويقوم الكسر مقام الياء كقوله تعالى " سندع الزبانية " العلق ١٨ فحذفت الواو وتفسيره يقضي قضاء الحق قال ابن عباس رضي الله عنه يعني يقضي بالحق
ثم قال " وهو خير الفاصلين " يعني الحاكمين وقيل القاضين ثم قال " قل لو أن عندي ما تستعجلون به " يعني العذاب " لقضي الأمر بيني وبينكم " بالعذاب " والله أعلم بالظالمين " يعني بعقوبة الظالمين أي هو أعلم متى ينزل بهم العذاب
سورة الأنعام ٥٩
قوله تعالى " وعنده مفاتح الغيب " يعني خزائن الأرض والرزق ونزول العذاب ويقال عنده الوصلة إلى علم الغيب " لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر " يعني يعلم ما يهلك في بر أو بحر ويقال يعلم ما في البر من النبات والحب والنوى وما في البحر من الدواب وقوت ما فيها " وما تسقط من ورقة " يعني من الشجر " إلا يعلمها " يعلم وقت سقوطها وموضع مسقطها وروى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال ليس أحد من خلق الله أكثر من الملائكة وليس من شجرة تخرج إلا وملك موكل بها ويقال إن الإنسان كالشجرة وأعضاءه كالأغصان والحركات منه كالأوراق فهو يعلم حركة بني آدم
ثم قال تعالى " ولا حبة في ظلمات الأرض " يعني تحت الصخرة التي هو أسفل الأرضين السابعة ويقال الحبة التي تحت الأرض التي يخرج منها النبات
ثم قال تعالى " ولا رطب " يعني الماء " ولا يابس " يعني الحجر ويقال " ولا