٤٧٤
رطب ) يعني العمران والامصار والقرى " ولا يابس " يعني الخراب والبادية " إلا في كتاب مبين " يعني في اللوح المحفوظ ويقال " ولا رطب ولا يابس " يعني لا قليل ولا كثير " إلا في كتاب مبين " يعني في اللوح المحفوظ ويقال القرآن قد بين فيه كل شيء بعضه مفسر وبعضه يعرف بالاستدلال والاستنباط وقرأ بعضهم " ولا حبة " " ولا رطب ولا يابس " كل ذلك بالضم على معنى الابتداء وهي قراءة شاذه والقراءة المعروفة بالكسر لأجل " من "
سورة الأنعام ٦٠
قوله تعالى " وهو الذي يتوفاكم بالليل " يعني يقبض أرواحكم في منامكم " ويعلم ما جرحتم بالنهار " يعني ما كسبتم من خير أو شر بالنهار " ثم يبعثكم فيه " يعني يحييكم من النوم في النهار ويرد إليكم أرواحكم " ليقضى أجل مسمى " يعني ليتم اجلكم وتأكلون رزقكم إلى آخر العمر قال بعضهم إذا نام الإنسان تخرج منه روحه كما روي في الخبر الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف يعني الأرواح إذا تعارفت وقعت الألفة بين الأبدان وإذا لم تتعارف الأرواح تناكرت الأبدان وقال بعضهم إن الروح إذا خرجت في المنام من البدن تبقى فيه الحياة فلهذا تكون فيه الحركة والنفس وإذا انقضى عمره خرجت روحه وانقطعت حياته وصار ميتا لا يتحرك ولا يتنفس فإن قيل لو خرجت روحه فكيف لا يتوجع لخروجها إذا نام قيل لأنه يخرج بطيبة نفسه ويعلم أنها تعود وأما إذا انقطع عمره خرج بالكره فيتوجع به وقال بعضهم لا تخرج منه الروح ولكن يخرج منه الذهن وهو الذي يسمى بالفارسية روان وقال بعضهم إنما هو ثقل يدخل في نفسه وهو سبب لراحة البدن وغذائه كقوله " وجعلنا نومكم سباتا " النبأ٩ أي راحة الأبدان أخذ من السبوت ويقال هذا أمر لا يعرف حقيقته أحد إلا الله وهذا أصح الأقاويل
قوله تعالى " ثم إليه مرجعكم " يعني مصيركم في الآخرة " ثم ينبئكم بما كنتم تعملون " من خير أو شر فيجازكم بذلك
سورة الأنعام ٦١ - ٦٢
قوله تعالى " وهو القاهر فوق عباده " يعني القادر والغالب عليهم " ويرسل عليكم حفظة " والحفظة جمع الحافظ مثل الكتبة والكاتب يعني به الملائكة الموكلين ببني آدم ملكين بالليل وملكين بالنهار ويكتب أحدهما الخير والآخر الشر فإذا مشى يكون أحدهما بين يديه والآخر خلفه فإذا جلس يكون أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله كقوله تعالى