٤٧٩
" واتقوه " يعني وحدوه ويقال أطيعوه ويقال هذا عطف على قوله و " له أصحاب يدعونه إلى الهدى " وإلى إقامة الصلاة ويقال معناه أمرنا بالإسلام وبإقامة الصلاة
ثم خوفهم فقال " وهو الذي إليه تحشرون " فيجازيكم بأعمالكم ثم دل على نفسه بصنعه ليوحدوه فقال " وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق " يعني للحق وللعبرة " ويوم يقول " اليوم صار نصبا لأن معناه واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ويقال معناه واذكروا يوم يقول " كن فيكون " يعني يوم البعث يقول انتشروا في الأرض فانتشروا كلهم من القبور كقوله " يخرجون من الأجداث " يعني من القبور " كأنهم جراد منتشر " القمر ٧
ثم قال " قوله الحق " قرأ ابن عامر " فيكون " بالنصب على معنى الجزاء في كل القرآن إلا في موضعين هاهنا وفي آل عمران وقرأ الباقون بالرفع على معنى الخبر و " قوله " رفع الابتداء وخبره الحق يعني قوله الصدق أنه كائن
" وله الملك يوم ينفخ في الصور " اليوم صار نصبا لنزع الخافض ومعناه وله الملك في يوم ينفخ في الصور وهذا كقوله عز وجل " لمن الملك اليوم " غافر ١٦ كقوله " ملك يوم الدين " الفاتحة ٤ ويقال هذا مبين لقوله الأول ومعناه يوم يقول " كن فيكون " " يوم ينفخ في الصور " وروي عن أبي عبيدة أنه قال معناه يوم ينفخ الأرواح في الصور يعني في الأجسام وهذا خلاف أقاويل جميع المفسرين لأنهم كلهم قالوا هو نفخ إسرافيل في الصور وروى عن رسول الله ﷺ أنه قال كيف أنعم وصاحب الصور قد التقمه وفي خبر آخر وصاحب الصور قد التقمه ينتظر متى يؤمر فينفخ فيه
ثم قال " عالم الغيب والشهادة " " الغيب " ما غاب عن العباد " والشهادة " ما علم العباد به ويقال السر والعلانية ويقال " عالم " بما يكون وبما قد كان ويقال " عالم " بأمر الآخرة وبأمر الدنيا " وهو الحكيم الخبير " يعني " الحكيم " في أمره " الخبير " بأفعال الخلق وبأمر البعث
سورة الأنعام ٧٤ - ٧٥
قوله تعالى " وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر " وكان اسم أبيه تارح بن ناخور بلغة قومه وبلغة غيرهم كان آزر وقال السدي كان اسم أبيه آزر وهكذا قال الكلبي وقال بعضهم لم يكن آزر اسم أبيه ولكن كان اسم أكبر أصنامهم فقال أبوه لإبراهيم ربي آزر فقال إبراهيم على وجه التعجب آزر " أتتخذ أصناما آلهة " وقال مجاهد آزر ليس اسم أبيه وإنما هو اسم


الصفحة التالية
Icon