٤٨٩
مقاتل " حسبانا " يعني يعرف بهما عدد السنين والحساب وقال القتبي " حسبانا " أي حسابا يقال خذ كل شيء أي بحسبانه أي بحسابه وقال الكلبي ويقال للشيء المعلق حسبانا " ذلك تقدير العزيز العليم " يقال هذا فعل " العزيز " في ملكه " العليم " بخلقه لا فعل لأصنامكم فيه
سورة الأنعام ٩٧ - ٩٨
ثم قال " وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها " يعني لتعرفوا بها الطريق " في ظلمات البر والبحر " يعني لتهتدوا بالكواكب في الليالي وتعرفوا بها قبلتكم " قد فصلنا الآيات " يعني بينا العلامات لوحدانية الله تعالى " لقوم يعلمون " وإنما أضاف إلى أهل العلم لأنهم هم الذين ينتفعون به فكأنه بين لهم ويقال " لقوم يعلمون " يعني يصدقون أنه من الله تعالى
ثم قال " وهو الذي أنشأكم " يعني خلقكم " من نفس واحدة " وهو آدم " فمستقر ومستودع " يعني " مستقر " في الرحم " ومستودع " في الصلب ويقال " مستقر " في الصلب " ومستودع " في الرحم ويقال " مستقر " في الدنيا " ومستودع " في القبر قرأ ابن كثير وأبو عمرو " فمستقر " بكسر القاف وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب فمعناه فلكم مستقر ولكم مستودع يعني موضع قرار وموضع إيداع ومن قرأ بالكسر فعلى معنى الفاعل يقال قر الشيء واستقر بمعنى واحد يعني كنتم مستقرين " قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون " يعني بينا العلامات لمن له عقل وذهن
سورة الأنعام ٩٩
قوله تعالى " وهو الذي أنزل من السماء ماء " يعني المطر " فأخرجنا به " بالمطر " نبات كل شيء " يعني معاشا للخلق من الثمار والحبوب وغير ذلك " فأخرجنا منه خضرا " خضر وأخضر بمعنى واحد الأخضر يعني النبات الأخضر وهو أول ما يخرج
ثم قال " نخرج منه حبا متراكبا " يعني السنبلة قد ركب بعضها بعضا " ومن النخل من طلعها " يعني أخرجنا بالماء من النخل من طلعها يعني من عذوقها وثمرها " قنوان دانية " يعني عذوقا متدلية متدانية قريبة ينالها القائم والقاعد يعني من عذوقها عذوق قريبة