٤٩٠
" وجنات من أعناب " يعني يخرج بالماء ( جنات من أعناب ) قرأ الأعمش " وجنات " بالضم عطفها على قوله " قنوان دانية " وقرأ العامة بالكسر ومعناه وأخرجنا جنات من أعناب " والزيتون " يعني أخرجنا منه شجر الزيتون " والرمان متشابها " يعني ورقها في المنظر يشبه بعضها بعضا ويقال ثمرتها مشتبهة في المنظر " وغير متشابه " في الطعم يعني بعضها حلو وبعضها حامض
قوله " انظروا إلى ثمره " قرأ حمزة والكسائي " انظروا إلى ثمره " بضم الثاء والميم وقرأ الباقون بالنصب وكذلك ما بعده فمن قرأ بالنصب فهو اسم الثمرة وإنما أراد به الجنس ومن قرأ بالضم فهو جمع الثمار " إذا أثمر وينعه " يعني ونضجه يعني انظروا إلى نضجه واعتبروا به واعلموا أن له خالقا فهو قادر على أن يحييكم بعد الموت كما أخرج من الأرض اليابسة النبات الأخضر ومن الشجرة الثمار " إن في ذلكم لآيات " يعني في اختلاف ألوانه لعلامات " لقوم يؤمنون " يعني يصدقون ويرغبون في الحق
سورة الأنعام ١٠٠ - ١٠٣
قوله تعالى " وجعلوا لله شركاء الجن " يعني وضعوا لله شركاء وقال مقاتل وذلك أن بني جهينة قالوا إن صنفا من الملائكة يقال لهم الجن بنات الرحمن وذلك قوله " وجعلوا لله شركاء الجن " وقال الكلبي " وجعلوا لله شركاء الجن " نزلت هذه الآية في الزنادقة قالوا إن الله تعالى وإبليس لعنه الله ولعنهم أخوان قالوا إن الله تعالى خالق الناس والدواب وإبليس خالق السباع والحيات والعقارب كقوله " وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا " الصافات١٥٨ قال الزجاج معناه أطاعوا الجن فيما سولت من شركهم فجعلوهم شركاء الله وهذا قريب مما قاله الكلبي
ثم قال " وخلقهم " يعني جعلوا لله الذي خلقهم شركاء ويقال " وخلقهم " يعني خلق الجن ويقال وخلقهم يعني الذين تكلموا به " وخرقوا له بنين وبنات " يعني وصفوا له البنين والبنات " بغير علم " يعني بلا علم تعلمونه ويقال بلا حجة وبيان وروى عبد الله بن موسى عن جويرية قال سمعت رجلا سأل الحسن عن قوله " وخرقوا له " قال كلمة عربية كانت العرب تقولها كان الرجل إذا كذب في نادي القوم يقول بعض القوم خرقها والله وقوله " وخرقوا له بنين وبنات " يعني أن اليهود لعنهم الله قالوا عزيز ابن الله والنصارى