٤٩٢
سورة الأنعام ١٠٤ - ١٠٥
قوله تعالى " قد جاءكم بصائر من ربكم " وهو القرآن الذي فيه البيان " فمن أبصر فلنفسه " يقول من صدق بالقرآن وآمن به فثوابه لنفسه " ومن عمي فعليها " يعني من لم يصدق بالقرآن ولم يؤمن بمحمد ﷺ فعليه جزاء العذاب " وما أنا عليكم بحفيظ " يعني بمسلط وهذا قبل أن يؤمر بالقتال
ثم قال " وكذلك نصرف الآيات " يعني نبين لهم الآيات في القرآن في كل وجه " وليقولوا درست " قرأ ابن كثير وأبو عمرو " دارست " يعني ذاكرت أهل الكتاب وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي " وليقولوا درست " بغير ألف يعني قرأت الكتب ويقال تعلمت من جبر ويسار وكانا غلامين بمكة عبرانيين فقال أهل مكة إنما يتعلم منهما وقرأ ابن عامر " درست " بنصب الراء والسين وسكون التاء يعني هذا شيء قديم قد خلقت وقرأ بعضهم " درست " أي قرئت وروي عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ " ليقولوا " بغير واو " درس " بغير تاء يعني لكي يقولوا درس النبي وكان نزول هذه الآيات سبب لقولهم هذا فأضاف قولهم إلى الآيات ثم قال تعالى " ولنبينه لقوم يعلمون " يعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم
سورة الأنعام ١٠٦ - ١٠٧
قوله تعالى " اتبع ما أوحي إليك من ربك " يعني اعمل بما أنزل إليك من ربك من أمره ونهيه وذلك حين دعي إلى ملة آبائه ثم قال " لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين " يعني لا خالق غيره اتركهم على ضلالتهم
ثم قال " ولو شاء الله ما أشركوا " يقول ولو شاء الله لجعلهم مؤمنين ويقال " ولو شاء الله " لأنزل عليهم آية يؤمنون بها ويقال " لو شاء " لاستأصلهم فقطعهم بسبب شركهم " وما جعلناك عليهم حفيظا " يعني أن لم يوحدوا " وما أنت عليهم بوكيل " يعني بمسلط
سورة الأنعام ١٠٨
قوله تعالى " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله " وذلك أن النبي ﷺ وأصحابه كانوا يذكرون الأصنام بسوء ويذكرون عيبهم فقال المشركون لتنتهين عن شتم آلهتنا أو لنسبن ربكم فنهى الله تعالى المؤمنين عن شتم آلهتهم عندهم لأنهم جهله " فيسبوا الله عدوا "