٤٩٣
يعني اعتداء " بغير علم " منهم يعني بلا علم ويقال " عدوا " ظلما صار نصبا بالمصدر وفي الآية دليل أن الإنسان إذا أراد أن يأمر بالمعروف فيقع المأمور به في أمر هو شر مما هو فيه من الضرب أو الشتم أو القتل فإنه ينبغي أن لا يأمر ويتركه على ما هو فيه
ثم قال تعالى " كذلك زينا " يقول هكذا زينا " لكل أمة " يعني لكل أهل دين عملهم يعني ضلالتهم في الدنيا عقوبة ومجازاة لهم " ثم إلى ربهم مرجعهم " أي في الآخرة " فينبئهم بما كانوا يعملون " يعني فيجازيهم بذلك
سورة الأنعام ١٠٩
قوله تعالى " وأقسموا بالله جهد أيمانهم " وكان أهل الجاهلية يحلفون بآبأئهم وبالأصنام وبغير ذلك وكانوا يحلفون بالله تعالى وإذا كانت اليمين بالله يسمونه جهد اليمين ولما نزل قوله " إن نشأ ننزل عليهم من السماء ءاية " الشعراء ٤ قالوا أنزلها فوالله لنؤمنن بك وقال المسلمون أنزلها لكي يؤمنوا فنزل " وأقسموا بالله جهد أيمانهم " يقول حلفوا بالله " لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها " قال الله تعالى " قل إنما الآيات عند الله " إن شاء أنزلها وإن شاء لم ينزلها
ثم قال " وما يشعركم أنها " يقول وما يدريكم أنها " إذا جاءت " يعني الآية " لا يؤمنون " وقال مقاتل " وما يشعركم " يا أهل مكة أنها إذا جاءتكم لا تؤمنون وقال الكلبي يعني " وما يشعركم " أيها المؤمنون إنها إذا جاءت لا يؤمنون قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر " إنها " بالكسر على معنى الابتداء وإنما يتم الكلام عند قوله " وما يشعركم " ثم ابتدأ فقال " إنها إذا جاءت لا يؤمنون " ويشهد لهذا قراءة عبد الله بن مسعود " وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون " وقرأ الباقون " أنها " بالنصب على معنى البناء وتشهد لها قراءة أبي وما يشعركم لعلها إذا جاءت وقرأ ابن عامر وحمزة " لا تؤمنون " بالتاء على معنى المخاطبة وهذه القراءة توافق لقول مقاتل
سورة الأنعام ١١٠ - ١١١
ثم قال تعالى " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم " يعني نترك قلوبهم وأبصارهم معلقة كما هي ولا نوفقهم " كما لم يؤمنوا به أول مرة " قبل نزول الآيات ويقال عند انشقاق القمر لما لم يعتبروا به ولم يؤمنوا فعاقبهم الله تعالى وختم على قلوبهم فثبتوا على كفرهم