٥٠٧
عمرو وعاصم وابن عامر " حصاده " بنصب الحاء والباقون بالكسر ومعناهما واحد وروى الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال " وآتوا حقه يوم حصاده " قال العشر أو نصف العشر وروى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال " وآتوا حقه يوم حصاده " قال عند الزرع أي يعطي القبضة وهو بأطراف الأصابع ويعطي عند الصرام القبض ويدعهم يتتبعون آثار الصرام عن الربيع بن أنس " وآتوا حقه يوم حصاده " قال التقاط السنبل وقال الحسن نسختها آية الزكاة وقال إبراهيم نسختها العشر ونصف العشر وقال الضحاك نسخت آية الزكاة كل صدقة في القرآن وهكذا قال عكرمة وقال سفيان سألت السدي عن قوله تعالى " وآتوا حقه يوم حصاده " قال هذه السورة مكية نسختها العشر ونصف العشر قلت عمن قال عن العلماء قال الفقيه الذي قال إنه صار منسوخا يعني أداؤه يوم الحصاد بغير تقدير صار منسوخا ولكل أصل الوجوب لم يصر منسوخا وبين النبي ﷺ التقدير وهو العشر ونصف العشر
ثم قال تعالى " ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين " قال ابن عباس رضي الله عنهما عمد ثابت بن قيس إلى خمسمائة نخلة فصرمها وقسمها في يوم واحد فأمسى ولم يكن لأهله شيء فنزل " ولا تسرفوا " ولا تتصدقوا بالكل ولا تمنعوا لعيالكم شيئا وروى عبد الرزاق عن ابن جريج قال جد معاذ بن جبل نخله فلم يزل يتصدق حتى لم يبق منه شيء فنزل " ولا تسرفوا " ويقال " ولا تسرفوا " يعني ولا تنفقوا في المعصية قال مجاهد لو أنفقت مثل أبي قبيس ذهبا في طاعة الله تعالى ما يكون إسرافا ولو أنفقت درهما في طاعة الشيطان كان إسرافا وروي عن معاوية بن أبي سفيان أنه سئل عن قوله " ولا تسرفوا " قال الإسراف ما قصرت عن حق الله ويقال " ولا تسرفوا " يقول لا تشركوا الآلهة في الحرث والأنعام وقد ذكر قوله " كلوا من ثمره " بلفظ التذكير لأنه انصرف إلى المعنى يعني من ثمر ما ذكرنا
ثم قال " إنه لا يحب المسرفين " يعني المشركين الذين يشركون الآلهة في الحرث والأنعام
ثم قال تعالى " ومن الأنعام حمولة وفرشا " يعني أنشأ لكم وخلق لكم من الأنعام حمولة وفرشا أي مما يحمله عليه مثل الإبل والبقر " وفرشا " مثل الغنم وصغار الإبل ويقال الفرش ما لا يطيق الحمل وهي ما دون الحقاق التي لا تصلح للركوب " كلوا مما رزقكم الله " أي من الحرث والأنعام حلالا طيبا " ولا تتبعوا خطوات الشيطان " يعني لا تسلكوا الطريق الذي يدعوكم إليه الشيطان " إنه لكم عدوا مبين " أمي ظاهر العداوة غير ناصح لكم


الصفحة التالية
Icon