٥١٦
" إنما أمرهم إلى الله " يعني الحكم إلى الله " ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون " أي في الدنيا ويقال ليس بيدك توبتهم ولا عذابهم إنما أمرهم إلى الله تعالى بما كانوا يفعلون
سورة الأنعام ١٦٠
قوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " يعني من جاء بالإيمان بشهادة أن لا إله إلا الله فله بكل عمل عمله في الدنيا من الخير عشرة أمثاله من الثواب " ومن جاء بالسيئة " يعني بالشرك " فلا يجزى إلا مثلها " وهو الخلود في النار لأن الشرك أعظم الذنوب والنار أعظم العقوبة فيكون مثله فذلك قوله " جزاء وفاقا " النبأ ٢٦ يعني جزاء وافق العمل ويقرأ فله " عشر " بالتنوين " أمثالها " بضم اللام فتكون الأمثال صفة للعشر وهي قراءة شاذة قرأها الحسن البصري ويعقوب الحضرمي والقراءة المعروفة " عشر أمثالها " على معنى الإضافة وتكلموا في المثل قال بعضهم إذا عمل العبد عملا يعطى في الآخرة ثواب عشرة ويقال وإنه يكتب للواحدة عشرة وروى أبو أمامة الباهلي عن رسول الله ﷺ أنه قال إن صاحب اليمين أمير على أمير على صاحب الشمال وإذا عمل العبد حسنة كتب له عشرة أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين أمسكها فيمسك ست ساعات أو سبع ساعات فإن استغفر لم يكتب عليه شيء وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة ويقال إن الله تعالى قد وعد للواحدة عشرا فهو أعرف بكيفيته فإن قيل ذكر هاهنا للواحدة عشرة وذكر في آية أخرى سبعمائة وفي آية أخرى أضعافا مضاعفة قيل له قد تكلم أهل العلم في ذلك قال بعضهم يكون للعوام عشرة والخواص سبعمائة وأكثر إلى ما لا يحصى وقال بعضهم العشرة اشترط لسائر الحسنات والسبعمائة للنفقة في سبيل الله فالخاص والعام فيه سواء
وقد جاء في الأثر ما يؤكد القولين فقد روى عطية عن عن ابن عمر قال نزلت هذه الآية في الأعراب " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " قال رجل ما للمهاجرين يا أبا عبد الرحمن قال هو أفضل من ذلك " إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما " سورة النساء ٤٠وإذا قال الله لشيء عظيم فهو عظيم
وروى همام عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها يكتب له عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وكل سيئة يعملها يكتب له بمثلها حتى يلقى الله بلا ذنب