٥٢١
وروي عن ابن عباس أنه قال توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان فأما المؤمن فيؤتى بعمله في احسن صورة وتثقل حسناته على سيئاته وأما الكافر فيؤتى بعمله في أقبح صورة وتثقل سيئاته على حسناته وقال بعضهم لا يوزن عمل الكافر وإنما توزن الأعمال التي بإزائها حسنات
ثم قال " ومن خفت موازينه " يعني رجحت سيئاته على حسناته " فأوليك الذين خسروا أنفسهم " يعني غبنوا حظ أنفسهم ( بم كانوا بآياتنا يظلمون ) يعني بما كانوا يجحدون بأنه ليس من الله تعالى وقد ذكر الموازين بلفظ الجمع قال بعضهم أراد به جماعة الموزون وقال بعضهم أراد به الميزان لأن الميزان يشتمل على الكفتين والشاهين والخيوط فذكر باسم الجماعة
سورة الأعراف ١٠
قوله تعالى " ولقد مكناكم في الأرض " يعني مكانكم في الأرض وعمرناكم فذكر لهم التهديد ثم ذكر لهم النعم ليستحوا من ربهم ولا يعصوه " وجعلنا لكم فيها معايش " يعني الرزق وهو ما يخرج من الأرض والكروم والثمار والحبوب
وروى خارجة عن نافع أنه قرأ " معائش " بالهمز لأنه على ميزان فعائل مثل الكبائر والشعائر وقرأ الباقون بغير همز لأن الياء أصلية وكان على ميزان مفاعل
ثم قال " قليلا ما تشكرون " يعني إنكم لا تشكرون هذه النعم
سورة الأعراف ١١ - ١٨
قوله تعالى " ولقد خلقناكم ثم صورناكم " يعني خلقنا آدم وأنتم من ذريته " ثم صورناكم " يعني ذريته ويقال " خلقناكم " يعني آدم خلقه من تراب " ثم صورناكم " يعين آدم صوره بعد ما خلقه من طين ويقال " خلقناكم " نطفا في أصلاب الآباء " ثم صورناكم " يعني في أرحام الأمهات " ثم قلنا للملائكة " على وجه التقديم يعني وقلنا للملائكة " اسجدوا لآدم " " ثم " بمعنى الواو ويقال معناه خلقناكم وصورناكم وقلنا