٥٢٦
قوله " ذلك من آيات الله " يعني من نعم الله على الناس ويقال من عجائب الله ودلائله " لعلهم يذكرون " يعني يتعظون من قوله تعالى
وقوله " يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان " يقول لا يضلنكم الشيطان عن طاعتي فيمنعكم من الجنة " كما أخرج أبويكم من الجنة " حين تركا طاعتي وعصيا أمري " ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما " يعني لا يفتننكم الشيطان عن دينكم في أمور الثياب فينزعها عنكم فتبدوا عوراتكم كما فعل بأبويكم نزع عنهما لباسهما وأظهر عورتهما وقال بعض الحكماء إن المعصية شؤم تضر بصاحبها فتجعله عريانا كما فعلت بآدم عليه السلام
ثم قال " إن يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم " يعني كونوا بالحذر منه فإنه " يراكم هو " أي إبليس وجنوده من الشياطين لأنه يجري من بني آدم مجرى الدم وذكر أن إبليس لما لعن قال يا رب إنك باعث إلى بني آدم رسلا وكتبا فما رسلي قال الكهنة قال فما كتابي قال الوشم قال فما قراءتي قال الشعر قال فما مسجدي قال السوق قال فما مؤذني قال المزامير قال فما بيتي قال الحمام قال فما مصائدي قال النساء قال فما طعامي قال كل ما لم يذكر اسم الله عليه قال فما شرابي قال كل مسكر
قوله عز وجل " إنا جعلنا الشياطين أولياء " يعني قرناء " للذين لا يؤمنون بالآخرة " يعني لا يصدقون بالآخرة
قوله تعالى " وإذا فعلوا فاحشة " يعني إن المشركين حرموا على أنفسهم أشياء قد أحلها الله لهم وكانوا يطوفون بالبيت عراة قالوا لا نطوف في ثياب قد أذنبنا فيها وكان رجالهم يطوفون بالبيت بالنهار ونساؤهم يطوفون بالليل وإذا طافت المرأة بالنهار اتخذت إزارا من سير وكانت تبدو عورتها إذا مشت وكانت تقول
( اليوم يبدو بعضه أو كله % فما بدا منه فلا أحله )
وإذا قيل لهم لم فعلتم هكذا " قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها " يعين بتحريم هذه الأشياء وبالطواف عراة
قال الله لمحمد ﷺ " قل إن الله لا يأمر بالفحشاء " يعني بالمعاصي " أتقولون على الله ما لا تعلمون " يعني أتكذبون على الله وتقولون بغير علم وتكذبون على الله
ثم بين لهم ما أمرهم الله تعالى فيه فقال عز وجل " قل أمر ربي بالقسط " يعني بالعدل والصواب وكلمة التوحيد وهي شهادة أن لا إله إلا الله " وأقيموا وجوهكم " يعني " قل أمر ربي بالقسط " وقل " أقيموا وجوهكم عند كل مسجد " يعني حولوا وجوهكم إلى


الصفحة التالية
Icon