٥٢٧
الكعبة عند كل صلاة وقال الكلبي يعني إذا حضرت الصلاة وأنتم في مسجد فصلوا فيه ولا يقولن أحدكم أصلي في مسجدي وإذا لم يكن في مسجد فليأت أي مسجد شاء وقال مقاتل يعني ولوا وجوهكم إلى القبلة في أي مسجد كنتم " وادعوه مخلصين له الدين " يقول وحدوه واعبدوه بالإخلاص ويقال إن أهل الجاهلية كانوا يشركون في تلبيتهم ويقولون لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فأمرهم أن يدعوه في التلبية مخلصين له الدين
ثم قال " كما بدأكم تعودون " أي ليس كما تشركون فاحتج عليهم بالبعث متصلا بقوله " فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون " " كما بدأكم تعودون " يعني ليس بعثكم على الله تعالى بأشد من ابتدائكم وقال الحسن كما خلقكم ولم تكونوا شيئا فأحياكم كذلك يميتكم ثم يحييكم يوم القيامة ويقال " كما بدأكم " يوم الميثاق من التصديق والتكذيب " تعودون " إلى ذلك حيث قال هؤلاء في الجنة ولا أبالي وهؤلاء في النار ولا أبالي ويقال " كما بدأكم " فخلقكم من تراب تعودون ترابا بعد الموت وقال ابن عباس " كما بدأكم " مؤمنا وكافرا وشقيا وسعيدا كذلك تموتون عليه وتبعثون عليه
ثم قال " فريقا هدى " وهم المؤمنون فعلم الله تعالى منهم الطاعة وأكرمهم بالمعرفة " وفريقا حق عليهم الضلالة " يعني وجب عليهم الضلالة فخذلهم ولم يكرمهم بالتوحيد حيث علم منهم المعصية والكفر
ثم قال " إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله " يعني اتخذوهم أولياء وأطاعوهم بالمعصية " ويحسبون أنهم مهتدون " يعني يظنون أنهم على الهدى قال الزجاج فيه دليل أن من لا يعلم أنه كافر وهو كافر يكون كافرا لأن بعضهم قال لا يكون كافرا وهو لا يعلم وذلك القول باطل لأن الله تعالى قال " ذلك ظن الذين كفروا " ص ٢٧ وقال " ويحسبون أنهم مهتدون "
سورة الأعراف٣١ - ٣٢
قوله تعالى " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " يعني البسوا ثيابكم واستروا عوراتكم عند كل صلاة قال السدي كان هؤلاء الذين يطوفون بالبيت عراة يحرمون الودك فقال الله تعالى " خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " في التحريم ويقال الإسراف أن يأكل ما لا يحل أكله أو يأكل مما يحل أو يأكل مما يحل له أكله فوق الشبع ومقدار الحاجة وقيل لبعض الأطباء هل وجدت الطب في كتاب الله تعالى قال نعم قد جمع الله تعالى