٥٢٨
الطب كله في هذه الآية " وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " ثم قال " إنه لا يحب المسرفين " يعني لا تحرموا ما أحل الله لكم فإن محرم ما أحل الله كمحل ما حرم الله
قوله تعالى " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده " وهو أنه لما نزل قوله " خذوا زينتكم " لبسوا الثياب وطافوا بالبيت مع الثياب فعيرهم المشركون فنزل قوله تعالى " قل من حرم زينة الله " أي لبس الثياب " التي أخرج لعباده " يعني خلقها لهم " والطيبات من الرزق " يعني الحلال وهو اللحم والشحم والدسم " قل هي للذين آمنوا " قال مقاتل في الآية تقديم ومعناه قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق في الحياة الدنيا " قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة " قرأ نافع " خالصة " بضم الهاء وقرأ الباقون بالنصب فمن قرأ بالنصب جعلا نصبا للحال أي في حال الحياة الدنيا " خالصة " أي ثابتة ومن قرأ بالضم فهو خبر بعد خبر يعني هي ثابتة لهم خالصة معناه قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا يشترك فيها المؤمن والكافر وهي خالصة للمؤمنين يوم القيامة وقال القتبي هذا من الاختصار ومعناه قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة وفي الآخرة خالصة
ثم قال " كذلك نفصل الآيات " يعني هكذا نبين العلامات ويقال نبين الآيات من أمره ونهيه وما يكون في الدنيا والآخرة " لقوم يعلمون " يعني يفقهون أمر الله تعالى
سورة الأعراف ٣٣ - ٣٤
ثم أخبرهم ما حرم الله عليهم فقال تعالى " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم " يعني المعاصي ويقال " الإثم " يعني الخمر كما قال القائل
( شربت الإثم حتى ضل عقلي % كذاك الإثم يذهب بالعقول )
" والبغي " يعني حرم الاستطالة وظلم الناس " بغير الحق وأن تشركوا بالله " يقول وحرم أن تشركوا بالله " ما لم ينزل به سلطانا " يقول ما لم ينزل به كتابا فيه عذركم وحجة لكم " وأن تقولوا على الله " يعني وحرم عليكم أن تقولوا على الله " ما لا تعلمون " أنه حرم عليكم
ثم خوفهم فقال عز وجل " ولكل أمة أجل " يعين لكل أهل دين مهلة للعذاب " فإذا جاء أجلهم " بالعذاب " لا يستأخرون ساعة " بعد الأجل " ولا يستقدمون " ساعة قبل الأجل