٥٤
قرأ حمزة وابن عامر " فزادهم الله " بكسر الزاي وهي لغة لبعض العرب وقرأ أبو عمرو وعاصم بالفتح وهي اللغة الظاهرة وقرأ أهل الكوفة عاصم وحمزة والكسائي " يكذبون " بتخفيف الذال وقرأ الباقون بتشديد الذال فمن قرأ بالتخفيف معناه بما كانوا يكذبون بقولهم إنهم مؤمنون وجحدوا في السر لأنهم كفروا بالله وبمحمد ﷺ في السر ومن قرأ بالتشديد فمعناه بما كانوا يكذبون يعني ينسبون محمدا إلى الكذب ويجحدون نبوته
سورة البقرة آية ١١
قوله " وإذا قيل " قرأ الكسائي برفع القاف " قيل لهم " وكذلك كل ما ذكر في القرآن قيل وغيض وسيء وحيل وسيق وقرأ حمزة وعاصم وغيرهما بكسر القاف وأصله في اللغة قول مع الواو فحذفت الواو للتخفيف فجعل الكسائي الرفع مكان الواو وقرأ غيره بالكسر للتخفيف
والآية نزلت في شأن المنافقين " وإذا قيل لهم " يعني المنافقين " لا تفسدوا في الأرض " يعني لا تعملوا فيها بالمعاصي وهو الفساد لأن الأرض كانت قبل أن يبعث النبي فيها الفساد وكان يعمل فيها بالمعاصي فلما بعث النبي ﷺ ارتفع الفساد وصلحت الأرض فإذا عملوا بالمعاصي فقد أفسدوا في الأرض بعد إصلاحها كما قال في آية أخرى " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " الأعراف ٥٦و٨٥
" قالوا إنما نحن مصلحون " يعني نعمل بالطاعة ولا نعمل بالفساد وقد قيل معناه " لا تفسدوا في الأرض " يعني لا تداهنوا بين الناس ولا تعملوا بالمداهنة " قالوا إنما نحن مصلحون " يعني لا نعادي الكفار ولا المؤمنين حتى لو كانت الغلبة للمؤمنين أو للكفار لا يصيبنا من دائرتهم شيء
سورة البقرة آية ١٢
قال الله تعالى " ألا إنهم هم المفسدون " في الأرض وليسوا بمصلحين لأن عداوتهم مع الفريقين لأن كل فريق منهم يعلم أنهم ليسوا معهم وقد قيل معناه لا تفسدوا في الأرض بتفريق الناس عن محمد ﷺ يعني لا تصرفوا الناس عن دينه " قالوا إنما نحن مصلحون " بتفريقنا عن محمد ﷺ " ألا إنهم هم المفسدون " ألا كلمة تنبيه فنبه المؤمنين وأعلمهم نفاقهم فكأنه قال ألا أيها المؤمنون اعلموا أنهم هم المفسدون العاصون ويكون تكرار كلمة " هم " على وجه التأكيد والعرب إذا كررت الكلام تريد به التأكيد ثم قال تعالى " ولكن لا يشعرون " أنهم مفسدون
سورة البقرة آية ١٣


الصفحة التالية
Icon