٥٣٣
سورة الأعراف ٤٤ - ٤٦
قوله تعالى " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا " يعني ما وعدنا في الدنيا في الثواب وجدناه صدقا " فهل وجدتم ما وعد ربكم " من العذاب " حقا " يعني صدقا " قالوا نعم " فاعترفوا على أنفسهم في وقت لا ينفعهم الاعتراف قرأ الكسائي " قالوا نعم " بكسر العين في جميع القرآن وقرأ الباقون بالنصب وروي عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رجلا يقول نعم بالنصب فقال له عمر النعم المال وقل نعم يعني بالكسر وروى الكسائي عن شيخ من ولد الزبير قال ما كانت أشياخ قريش إلا يقولون نعم فماتت يعني اللغة " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " وذلك أنه ينادي مناد بين الجنة والنار تسمعه الخلائق كلهم إن رحمة الله على المحسنين ولعنة الله على الظالمين يعني عذاب الله على الكافرين " الذين يصدون عن سبيل الله " يعني يصرفون الناس عن دين الله الإسلام وهم الرؤساء منهم منعوا أتباعهم عن الإيمان " ويبغونها عوجا " يقول يريدون بملة الإسلام غيرا وزيفا " وهم بالآخرة كافرون " يعني كانوا جاحدين بالبعث قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي " أن لعنة الله " بتشديد النون ونصب الهاء وقرأ الباقون " أن لعنة " بتخفيف أن وضم الهاء
قوله تعالى " وبينهما حجاب " يعني بين أهل الجنة وأهل النار سور " وعلى الأعراف رجال " وروى مجاهد عن ابن عباس قال الأعراف سور كعرف الديك وقال القتبي الأعراف سور بين الجنة والنار وسمي بذلك لارتفاعه وكل مرتفع عند العرب أعراف وقال السدي إنما سمي الأعراف لأن أصحابه يعرفون الناس روي عن رسول الله ﷺ أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال هم قوم قتلوا في سبيل الله في معصية آبائهم فمنعهم من النار قتلهم في سبيل الله ومنعهم من الجنة معصية آبائهم وعن حذيفة بن اليمان أنه قال هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فلم يكن لهم زيادة حسنات يدخلون بها الجنة ولا سيئات فاضلة يدخلون بها النار وروي عن ابن عباس مثل هذا وروي عنه أيضا أنه قال هم أولاد الزنى وروي عن أبي مجلز أنه قال هم الملائكة فبلغ ذلك مجاهدا فقال كذب أبو مجلز يقول الله تعالى " وعلى الأعراف رجال " فقال أبو مجلز لأن الملائكة ليسوا بإناث ولكنهم عباد