٥٣٦
ثم قال الله تعالى " هل ينظرون إلا تأويله " يعني ما ينتظرون إلا عاقبة ما وعدهم الله تعالى في القرآن من العذاب " يوم يأتي تأويله " يعني عاقبة ما وعدهم الله وهو يوم القيامة
" يقول الذين نسوه " يعني يقول الذين تركوا العمل والإيمان " من قبل " يعني في الدنيا " قد جاءت رسل ربنا بالحق " وذلك أنهم حين عاينوا العذاب وذكروا قول الرسل فندموا على تكذيبهم إياهم يقولون " قد جاءت رسل ربنا بالحق " يقول بأمر وأخبار عن القيامة والبعث فكذبناهم في ذلك " فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا " لأنهم يرون الشفعاء يشفعون للمؤمنين فيقال لهم ليس لكم شفيع فيقولون " أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل " يقولون هل نرد إلى الدنيا فنصدق الرسل ونعمل غير الشرك " فنعمل " صار نصبا لأنه جواب الاستفهام وجواب الاستفهام إذا كان بالفاء فهو نصب وكذلك جواب الأمر والنهي
يقول الله تعالى " قد خسروا أنفسهم " يعني غبنوا حظ أنفسهم " وضل عنهم ما كانوا يفترون " يعني يكذبون بأن الآلهة شفعاؤهم عند الله وقرئ " أو نرد " بالنصب عطف على " فيشفعوا " أو لأن " أو " بمعنى إلى أن وقرئ " أو نرد " بالرفع والمعنى هل نرد وهو قول الفراء أو عطف على المعنى وهو قول الزجاج أي هل يشفع لنا أحد أو نرد وقرأ الحسن " أو نرد " " فنعمل " برفعهما
سورة الأعراف ٥٤
قوله تعالى " إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض " وذلك أن النبي ﷺ لما عير المشركين بعبادة آلهتهم ونزل قوله تعالى " لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " الحج٧٣ وقوله " كمثل العنكبوت أتخذت بيتا " العنكبوت ٤١ سألوا رسول الله ﷺ فقالوا من ربك الذي تدعونا إليه وأرادوا أن يتخذوا في اسمه طعنا أو في شيء من أفعاله فنزلت هذه الآية فتحيروا وعجزوا عن الجواب فقال " إن ربكم الله " يعني خالقكم ورزاقكم " الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام " قال ابن عباس يعني من أيام الآخرة طول كل يوم ألف سنة وقال الحسن البصري من أيام الدنيا ويقال " في ستة أيام " أي في ست ساعات من ستة أيام من أطول أيام الدنيا ولو شاء أن يخلقها في ساعة واحدة لخلقها ولكن علم عباده التأني والرفق والتدبير في الأمور
" ثم استوى على العرش " قال بعضهم هذا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وذكر عن يزيد بن هارون أنه سئل عن تأويله فقال تأويله الإيمان به وذكر أن رجلا دخل على مالك بن أنس فسأله عن قوله " الرحمن على العرش استوى " طه٥ فقال الاستواء غير