٥٤٤
من بين أظهرهم مع من آمن منهم فأصبحوا في اليوم الأول وجعل بعضهم يقول لبعض قد اصفر وجهك وفي اليوم الثاني يقول بعضهم لبعض قد احمر وجهك وفي اليوم الثالث يقول بعضهم لبعض قد اسود وجهك فأيقنوا جميعا الهلاك فجاء جبريل عليه السلام وصاح بهم صيحة فماتوا كلهم ويقال قد أتتهم النار فأحرقتهم فذلك قوله " قال يا قوم اعبدوا الله " يعني وحدوا الله " ما لكم من إله غيره " قد ذكرناه
ثم قال " قد جاءتكم بينة من ربكم " يقول قد أتيتكم بعلامة نبوتي وهي الناقة كما قال الله تعالى " هذه ناقة الله لكم آية " يعني علامة لنبوتي لكي تعتبروا وتوحدوا الله ربكم " فذروها تأكل في أرض الله " يقول دعوها ترتع في أرض الحجر " ولا تمسوها بسوء " يقول لا تعقروها " فيأخذكم عذاب أليم " وهو ما عذبوا به
قوله تعالى " واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد " يعني من بعد هلاك عاد " وبوأكم في الأرض " يعني أنزلكم في أرض الحجر " تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا " وذلك أنه كانت لهم قصور يسكنون فيها أيام الصيف وقد اتخذوا بيوتا في الجبل لأيام الشتاء فذكرهم الله تعالى نعمته فقال واذكروا هذه النعم حيث وفقكم الله حين اتخذتم القصور في سهل الأرض واتخذتم البيوت في الجبال " فآذكروا آلاء الله " يعني نعم الله عليكم " ولا تعثوا في الأرض مفسدين " يعني لا تعملوا في الأرض بالمعاصي
سورة الأعراف ٧٥ - ٧٩
قوله تعالى " قال الملأ الذين استكبروا من قومه " قرأ ابن عامر " وقال الملأ " بالواو وقرأ الباقون بغير واوا يعني قال الملأ الذين تكبروا عن الإيمان من قومه وهم القادة " للذين استضعفوا " " لمن آمن منهم " بصالح " أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه " يعني أتصدقون صالحا بأنه مرسل من ربكم إليكم " قالوا " يعني المؤمنين " إنا بما أرسل به مؤمنون " يعني مصدقين به " قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون " يعني برسالة صالح
قوله تعالى " فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم " يعني عصوا وتركوا أمر ربهم وأبوا عن طاعته في التوحيد ويقال فيه تقديم ومعناه عتوا عن أمر ربهم وعقروا الناقة وروي عن ابن عباس أنه قال إنهم عقروا الناقة ليلة الأربعاء في عشية الثلاثاء فأهلكهم الله في يوم السبت