٥٤٧
وأمركم بالطاعة " ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين " يعني وفاء الكيل وترك الفساد في الأرض خير لكم من النقصان والفساد في الأرض " إن كنتم مؤمنين " يعني مصدقين بما حرم الله عليكم
قوله تعالى " ولا تقعدوا بكل صراط توعدون " يعني لا ترصدوا بكل طريق توعدون أهل الإيمان بالقتل " وتصدون عن سبيل الله " يقول تمنعون الناس عن دين الله هو دين الإسلام " من آمن به " يعني شعيبا " وتبغونها عوجا " يقول تريدون بملة الإسلام زيغا وغيرا
وروي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله " بكل صراط توعدون " قال بكل سبيل حق تصدون الناس تخوفون الناس وتخوفون أهل الإيمان بشعيب
ثم قال " واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم " يعني كنتم قليلا في العدد فكثر عددكم ويقال كنتم فقراء فأغناكم وكثر أموالكم " وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين " يعني كيف صار آخر أمر المكذبين بالرسل يعني الذين قبلهم قوم نوح وقوم عاد وقوم هود وقوم صالح
ثم قال تعالى " وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به " يعني إن كان جماعة منكم صدقوا بي " وطائفة لم يؤمنوا " يعني أي لم يصدقوا بي " فاصبروا حتى يحكم الله بيننا " يعني حتى تنظروا أن عاقبة المؤمنين تكون أفضل أم عاقبة الكافرين فذلك قوله " حتى يحكم الله بيننا " يعني حتى يقضي الله بين المؤمنين وبين الكافرين " وهو خير الحاكمين " يعني أعدل العادلين
سورة الأعراف ٨٨ - ٩٣
قوله تعالى " قال الملأ الذين استكبروا من قومه " يعني الأشراف والرؤساء الذين تعظموا عن الإيمان " لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا " يعني لتدخلن في ديننا الذين نحن عليه ويقال هذا الخطاب لقومه الذين آمنوا لترجعن إلى ديننا كما كنتم " قال " لهم شعيب " أو لو كنا كارهين " يعني أتجبروننا على ذلك قالوا نعم قال لهم