٥٥٠
عقوبة له إذا لم يكن شاكرا لأنه قال في آية أخرى " لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة " الزخرف ٣٣ يعني الغنى يكون وبالا لمن لم يشكر الله وعقوبة له
ثم قال تعالى " أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا " يعني أن ينزل عليهم عذابنا ليلا " وهم نائمون أو أمن أهل القرى " فتحت الواو لأنها واو العطف أدخلت عليها ألف الاستفهام وكذلك " أفأمن " لأنها فاء العطف أدخل عليها ألف الاستفهام قرأ نافع وابن كثير " أو أمن " بجزم الواو لأن أصله أو وأمن وأو حرف من حروف الشك فأدغم في حرف النسق " أن يأتيهم بأسنا ضحى " يعني يأتيهم عذابنا نهارا " وهم يلعبون " يعني لاهون عنه
ثم قال تعالى " أفأمنوا مكر الله " يعني عذاب الله " فلا يأمن مكر الله " يعني عذاب الله " إلا القوم الخاسرون " يعني المغبونين بالعقوبة
سورة الأعراف ١٠٠ - ١٠٢
قوله تعالى " أو لم يهد للذين يرثون الأرض " يعني أو لم يبين قال القتبي أصل الهدى الإرشاد كقوله " عسى ربي أن يهديني " يعني يرشدني ثم يصير الإرشاد على معان منها إرشاد تبيان مثل قوله " أو لم يهد للذين " يعني أو لم يبين لهم ومنها إرشاد بمعنى بالدعاء كقوله " ولكل قوم هاد " الرعد ٧ يعني نبيا يدعوهم وقوله " وجعلنهم أئمة يهدون بأمرنا " الأنبياء ٧٣ يعني يدعون الخلق وقرأ بعضهم " أو لم نهد بالنون " يعني أو لم نبين لهم الطريق ومن قرأ بالياء معناه أو لم يبين الله " أو لم نهد بالنون " يعني أو لم نبين لهم الطريق ومن قرأ بالياء معناه أو لم يبين الله " للذين يرثون الأرض من بعد أهلها " يعني ينزلون الأرض من بعد هلاك أهلها ويقال أولم نبين لأهل مكة هلاك الأمم الخالية كيف أهلكناهم ولم يقدر مبعودهم على نصرتهم " أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم " يعني أهلكناهم بذنوبهم كما أهلكنا من كان قبلهم عند التكذيب
ثم قال " ونطبع على قلوبهم " يعني نختم على قلوبهم بأعمالهم الخبيثة عقوبة لهم " فهم لا يسمعون " الحق ولا يقبلون الموعظة
قال عز وجل " تلك القرى نقص عليك من أنبائها " يعني تلك القرى التي أهلكنا أهلها نخبرك في القرآن من حديثها " ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات " يعني بالعلامات الواضحة والبراهين القاطعة التي لو اعتبروا بها لاهتدوا " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل " يعني أهل مكة لم يصدقوا بما كذب به الأمم الخالية وقال مجاهد فما كانوا ليؤمنوا