٥٥٦
سورة الأعراف ١٢٨ - ١٣١
ثم قال " قال موسى لقومه استعينوا بالله " يعني سلوا الله التوفيق " واصبروا " يعني اصبروا على أذاهم حتى يأتيكم المخرج " إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده " يعني أرض مصر ينزلها من يشاء من عباده ويقال الجنة قرأ عاصم في رواية حفص " يورثها " بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان ورثت وأورثت بمعنى واحد
ثم قال " والعاقبة للمتقين " أي للمتقين الذين يعملون في طاعة الله تعالى على نور من الله مخافة عقاب الله ورجاء ثواب الله تعالى يعني آخر الأمر لهم وروي في الخبر أن مسيلمة الكذاب كتب إلى النبي ﷺ كتابا من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله أما بعد فإن الأرض بيني وبينكم نصفان إلا أن العرب قوم يظلمون الناس فكتب إليه رسول الله ﷺ من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب أما بعد فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين
قوله تعالى " قالوا أودينا من قبل أن تأتينا " يعني أن قوم موسى قالوا لموسى إنهم قد عذبونا قبل أن تأتينا بالرسالة " ومن بعد ما جئتنا " لأن قوم فرعون كانوا يكلفون بني إسرائيل من العمل ما لا يطيقون وكان آل فرعون لا يعرفون شيئا من الأعمال وكانت بنو إسرائيل حذاقا في الأشياء والأعمال فكانوا يأمرونهم في العمل ولا يعطونهم الأجر " فقال " لهم موسى " عسى ربكم أن يهلك عدوكم " يعني فرعون وقومه " ويستخلفكم في الأرض " يعني يجعلكم سكانها من بعد هلاكهم يعني أرض مصر من بعد هلاك فرعون وقومه " فينظر كيف تعملون " يعني يبتليكم بالنعمة كما ابتلاكم بالشدة فيظهر عملكم في حال اليسر والشدة لأنه قد وعد لهم بقوله تبارك تعالى " ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم إئمة ونجعلهم الورثين " القصص ٥ ويقال " فينظر كيف تعملون " من بعده يعني من بعد انطلاق موسى إلى الجبل فعبدوا العجل
قوله تعالى " ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين " يعني بالجوع والقحط " ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون " يعني يتعظون ويؤمنون فلم يؤمنوا ولم يتعظوا
قال الله تعالى " فإذا جاءتهم الحسنة " يعني الخير والخصب والرخاء " قالوا لنا هذه "