٥٦٤
ذكر عليه اسمي وكان خالصا لوجهي وتفرغ لي يوم السبت وجميع أهل بيتك فقال النبي ﷺ إن الله تعالى جعل يوم السبت لموسى عيدا واختار لنا يوم الجمعة فجعلها لنا عيدا
قوله تعالى " فخذها بقوة " يعني اعمل بما أمرك الله بجد ومواظبة عليها " وأمر قومك يأخذوا بأحسنها " يعملوا بما فيها من الحلال والحرام ويقال مرهم بالخير وانههم عن الشر يعني اعملوا بالخير وامتنعوا عن الشر ويقال اعملوا بأحسن الوجوه وهو أنه لو يكافئ ظالمه منه جاز ولو تجاوز عنه كان أحسن وقال الكلبي كان موسى أشد عبادة من قومه فأمر بما لم يؤمروا به يعني أمر بأن يعمل بالمواظبة وأمر قومه بأن يأخذوا بأحسن العمل
ثم قال " سأريكم دار الفاسقين " قال مقاتل يعني سنة أهل مصر أي هلاكهم حين قذفهم البحر فأراهم سنة الفاسقين في التقديم ويقال جهنم هي دار الكافرين ويقال إذا سافروا يريهم منازل عاد وثمود وقال مجاهد مصيرهم في الآخرة إلى النار
قوله تعالى " سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون " يعني أصرف قلوب الذين يتكبرون عن الإيمان حتى لا يؤمنوا فأخذتهم بكفرهم ولا أوفقهم بتكذيبهم الأنبياء مجازاة لهم ويقال أمنع قلوبهم من التفكر في أمر الدين وفي خلق السموات والأرض الذين يتكبرون " في الأرض بغير الحق " يعني يظنون أنهم أفضل الخلق وليسوا كذلك ولهذا قال " بغير الحق " وقيل " يتكبرون " يعني يتعظمون عن الإيمان لكي لا يتفكروا في السماء ولا يعقلون فيها ولا يذكرونها ويقال سأصرف عن النعماء التي أعطيتها المؤمنين يوم القيامة أصرفهم عن تلك النعمة " وإن يروا كل آية " يمنعوا منها كي " لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد " يعني طريق الحق الإسلام " لا يتخذوه سبيلا " يعني لا يتخذوه دينا " وإن يروا سبيل الغي يعني طريق الضلالة والكفر " يتخذوه سبيلا " يعني دينا ويتبعونه " ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا " قال مقاتل يعني بآياتنا التسع وقال الكلبي يعني بمحمد ﷺ والقرآن " وكانوا عنها غافلين " يعني تاركين لها قرأ حمزة والكسائي " سبيل الرشد " بنصب الراء والشين وقرأ الباقون " الرشد " بضم الراء وإسكان الشين وهما لغتان ومعناهما واحد
ثم قال عز وجل " والذين كذبوا بآياتنا " أي بمحمد ﷺ والقرآن " ولقاء الآخرة " يعني كذبوا بالبعث بعد الموت " حبطت أعمالهم " يعني بطلت حسناتهم " هل يجزون " يعني هل يثابون " إلا ما كانوا يعملون " يعني في الدنيا
سورة الأعراف